الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4744 51 - حدثنا محمد بن عرعرة ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=654644قال النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=treesubj&link=18628_24908بئس ما لأحدهم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت بل نسي ، واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم .
مطابقته للترجمة في قوله : " nindex.php?page=treesubj&link=34229_28897استذكروا القرآن " ومحمد بن عرعرة بفتح المهملتين وإسكان الراء الأولى الناجي الشامي البصري القرشي أبو عبد الله ، ويقال أبو إبراهيم ، روى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عنه بواسطة ، nindex.php?page=showalam&ids=17152ومنصور هو ابن المعتمر ، nindex.php?page=showalam&ids=16115وأبو وائل شقيق بن سلمة ، nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله هو ابن مسعود .
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الصلاة عن nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة وغيره ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في القراءات [ ص: 48 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=17052محمود بن غيلان ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في الصلاة وفي فضائل القرآن عن محمد بن منصور وغيره .
قوله " بئس " قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : بئس أخت نعم ، الأولى للذم والأخرى للمدح ، وهما فعلان غير متصرفين يرفعان الفاعل ظاهرا أو مضمرا إلا أنه إذا كان ظاهرا لم يكن في الأمر العام إلا بالألف واللام للجنس أو يضاف إلى ما هما فيه حتى يشتمل على الموصوف بأحدهما ، ولا بد من ذكره تعيينا كقوله : نعم الرجل زيد وبئس الرجل عمرو ، فإن كان الفاعل مضمرا فلا بد من ذكر اسم نكرة ينصب على التفسير للمضمر كقولك : نعم رجلا زيد ، وقد يكون هذا التفسير ما على ما نص عليه nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه كما في هذا الحديث ، وكما في قوله : " فنعما هي " وما نكرة موصوفة ، قوله : " أن يقول " مخصوص بالذم أي : بئس شيئا كائنا أحدهم يقول ، قوله : " نسيت " بفتح النون وتخفيف السين اتفاقا ، قوله : " كيت وكيت " قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : كيت وكيت يعبر بهما عن الجمل الكثيرة والحديث الطويل ومثلها ذيت وذيت ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب : كيت للأفعال وذيت للأسماء ، وحكى ابن التين عن الداودي أن هذه الكلمة مثل كذا إلا بالمؤنث ، وزعم أبو السعادات أن أصلها كيه بالتشديد والتاء فيها بدل من إحدى الياءين والهاء التي في الأصل محذوفة وقد تضم التاء وتكسر ، قوله : " بل نسي " بضم النون وكسر السين المهملة المشددة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : رواه بعض رواة nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بالتخفيف ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : كان أبو الوليد الوقشي لا يجوز في هذا غير التخفيف ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : التثقيل معناه أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره ، قال : ومعنى التخفيف أن الرجل تركه غير ملتفت إليه ، والحاصل أن الذم فيه يرجع إلى المقال فنهى أن يقال نسيت آية كذا لأنه يتضمن التساهل فيه والتغافل عنه ، وهو كراهة تنزيه ، وقال القاضي : الأولى أن يقال إنه ذم الحال لا ذم المقال ، أي : بئس حال من حفظ القرآن فيغفل عنه حتى نسيه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : بئس يعني عوقب بالنسيان على ذنب كان منه أو على سوء تعهده بالقرآن حتى نسيه ، وقد يحتمل معنى آخر وهو أن يكون ذلك في زمنه صلى الله عليه وسلم حين النسخ وسقوط الحفظ عنهم ، فيقول القائل منهم : نسيت كذا ، فنهاهم عن هذا القول لئلا يتوهموا على محكم القرآن الضياع ، فأعلمهم أن ذلك بإذن الله ، ولما رآه من المصلحة في نسخه ، ومن أضاف النسيان إلى الله تعالى فإنه خالقه وخالق الأفعال كلها ، ومن نسبه إلى نفسه فلأن النسيان فعل منه يضاف إليه من جهة الاكتساب والتصرف ، ومن نسب ذلك إلى الشيطان كما قال يوشع بن نون عليه السلام : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63وما أنسانيه إلا الشيطان فلما جعل الله له من الوسوسة ، فلكل إضافة منها وجه صحيح ، قوله : " واستذكروا القرآن " أي : واظبوا على تلاوته واطلبوا من أنفسكم المذاكرة به ، وقال الطيبي : وهو عطف من حيث المعنى على قوله : " بئس ما لأحدكم " أي : لا تقصروا في معاهدته واستذكروه ، قوله : " تفصيا " بفتح الفاء وتشديد الصاد المكسورة بعدها الياء آخر الحروف وهو الانفصال والانفلات والتخلص ، يقال : تفصيت كذا أي : أحطت بتفاصيله ، والاسم الفصة ، قوله : " من النعم ، وهي الإبل ولا واحد له من لفظه .