الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4922 149 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16665عمر بن حفص ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15730أبي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115شقيق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، nindex.php?page=hadith&LINKID=654819عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=treesubj&link=28977_32501_29696_29701ما من أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ، وما أحد أحب إليه المدح من الله .
ورجاله قد ذكروا غير مرة ، وحفص هو ابن غياث ، nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش هو سليمان ، وشقيق هو ابن سلمة ، nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله هو ابن مسعود .
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في التوحيد بهذا السند ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في التوبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة وغيره ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في التفسير عن أبي كريب وغيره .
قوله ( ما من أحد ) ، كلمة " من " زائدة ، وزيادتها في النفي لا خلاف فيه ، والخلاف في زيادتها في الإثبات .
قوله ( أغير ) أفعل التفضيل ، وقد مر معنى الغيرة في حق الله عز وجل ، ويجوز في " أغير " الرفع والنصب بناء على اللغتين الحجازية والتميمية في كلمة " ما " .
قوله ( من أجل ذلك ) ; أي من أجل أن الله أغير من كل أحد حرم الفواحش ، وهو جمع فاحشة وهي كل خصلة قبيحة من الأقوال والأفعال ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12570ابن الأثير : الفحش والفاحشة والفواحش في الحديث كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي ، وكثيرا ما ترد الفاحشة بمعنى الزنا .
قوله ( ما أحد ) بالرفع ; لأنه اسم " ما " .
وقوله ( أحب ) بالنصب خبرها إن جعلتها حجازية ، وترفعه على أنه خبر لأحد إن كانت تميمية .
وقوله ( المدح ) مرفوع ; لأنه فاعل " أحب " ، وقال الكرماني : وهو مثل مسألة الكحل ، ويروى بالرفع على إلغاء عمل " ما " . قيل : ولا يجوز أن يرفع " أحب " على أنه خبر للمدح أو مبتدأ والمدح خبره ; لأنك تكون حينئذ تفرق بين الصلة والموصول بالخبر ، لأن " من الله " صلة " أحب " وتمامه ، فلا تفرق بين تمام المبتدإ وصلته بالخبر الذي هو المدح ، وحقيقة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " nindex.php?page=hadith&LINKID=654268وما أحد أحب إليه المدح من الله " أنه مصلحة للعباد ; لأنهم يثنون عليه سبحانه وتعالى فيثيبهم فينتفعون ، والله سبحانه غني عن العالمين لا ينفعه مدحهم ولا يضره تركهم ذلك .
وفيه تنبيه على nindex.php?page=treesubj&link=33143_33142فضل الثناء عليه وتسبيحه وتهليله وتحميده وتكبيره وسائر الأذكار .