7173 - أخبرنا حدثنا الحسن بن سفيان ، ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هاشم بن القاسم ، ، حدثني عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع قال : أبيه المدينة زمن الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجت أنا ورباح غلامه أنديه مع الإبل ، فلما كان بغلس أغار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل راعيها ، وخرج يطرد بها ، وهو في أناس معه ، فقلت : يا رباح اقعد على هذا الفرس ، وألحقه بطلحة ، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قد أغير على سرحه ، قال : وقمت على تل ، فجعلت وجهي قبل المدينة ، ثم ناديت ثلاث مرات : يا صباحاه ، ثم اتبعت القوم معي سيفي ونبلي ، فجعلت أرميهم وأرتجزهم ، وذلك حين كثر الشجر ، فإذا رجع إلي [ ص: 134 ] فارس جلست له في أصل شجرة ، ثم رميته ، ولا يقبل علي فارس إلا عقرت به ، فجعلت أرميه وأقول :
أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع
فألحق برجل فأرميه وهو على رحله ، فيقع سهمي في الرحل حتى انتظمت كتفه ، قلت : خذها
وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع
فإذا كنت في الشجر أرميهم بالنبل ، وإذا تضايقت الثنايا علوت الجبل ورديتهم بالحجارة ، فما زال ذلك شأني وشأنهم أتبعهم ، وأرتجز حتى ما خلق الله شيئا من ظهر النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا خلفته وراء ظهري واستنقذته من أيديهم .
ثم لم أزل أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا وأكثر من ثلاثين بردة يستخفون بها ، لا يلقون من ذلك شيئا إلا جمعت عليه الحجارة وجمعته على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا امتد الضحى أتاهم عيينة بن بدر الفزاري ممدا لهم وهم في ثنية ضيقة ، ثم علوت الجبل ، قال عيينة وأنا فوقهم : ما هذا الذي أرى ؟ قالوا : [ ص: 135 ] لقينا من هذا البرح ، ما فارقنا منذ سحر حتى الآن وأخذ كل شيء من أيدينا ، وجعله وراءه ، فقال عيينة : لولا أن هذا يرى وراءه طلبا لقد ترككم ، فليقم إليه نفر منكم ، فقام إليه نفر منهم أربعة ، فصعدوا في الجبل ، فلما أسمعتهم الصوت ، قلت لهم : أتعرفوني ؟ قالوا : من أنت ؟ قلت : أنا ابن الأكوع والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لا يطلبني رجل منكم فيدركني ولا أطلبه فيفوتني ، فقال رجل منهم : أظن .
قال : فما برحت مقعدي حتى نظرت إلى فوارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر ، وإذا أولهم الأخرم الأسدي ، وعلى إثره ، وعلى إثره أبو قتادة المقداد الكندي قال : فولى المشركون مدبرين ، فأنزل من الجبل ، فأعترض الأخرم ، فقلت : يا أخرم احذرهم ، فإني لا آمن أن يقتطعوك ، فاتئد حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، قال : يا سلمة ، إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر ، وتعلم أن الجنة حق ، وأن النار حق ، فلا تحل بيني وبين الشهادة قال : فخلى عنان فرسه ، فلحق بعبد الرحمن بن عيينة ، ويعطف عليه عبد الرحمن ، فاختلفا في طعنتين ، فعقر الأخرم بعبد الرحمن وطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول عبد الرحمن على فرس الأخرم ، فلحق أبو [ ص: 136 ] قتادة بعبد الرحمن ، فاختلفا في طعنتين ، فعقر ، وقتله بأبي قتادة ، وتحول أبو قتادة على فرس أبو قتادة الأخرم ، ثم إني خرجت أعدو في إثر القوم حتى ما أرى من غبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ويعرضون قبل غيبوبة الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له : ذو قرد ، فأرادوا أن يشربوا منه ، فأبصروني أعدو وراءهم ، فعطفوا عنه وشدوا في الثنية ثنية ذي ثبير وغربت الشمس ، فألحق رجلا فأرميه ، قلت :
خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع