الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4651 [ 2472 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=661659 " nindex.php?page=treesubj&link=28276_30513إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم، وأعمالكم" .
إحداها : nindex.php?page=treesubj&link=30481صرف الهمة إلى الاعتناء بأحوال القلب وصفاته ؛ بتحقيق علومه ، وتصحيح مقاصده وعزومه ، وتطهيره عن مذموم الصفات ، واتصافه بمحمودها ؟ فإنه لما كان القلب هو محل نظر الله تعالى فحق العالم بقدر اطلاع الله تعالى على قلبه أن يفتش عن صفات قلبه وأحوالها ؛ لإمكان أن يكون في قلبه وصف مذموم يمقته الله بسببه .
الثانية : أن nindex.php?page=treesubj&link=30481الاعتناء بإصلاح القلب وبصفاته مقدم على الأعمال بالجوارح ؛ لتخصيص القلب بالذكر مقدما على الأعمال ، وإنما كان ذلك لأن أعمال القلوب هي المصححة للأعمال ؛ إذ لا يصح عمل شرعي إلا من مؤمن عالم بمن كلفه ، مخلص له فيما يعمله ، ثم لا يكمل ذلك إلا بمراقبة الحق فيه ، وهو الذي عبر عنه بالإحسان ، حيث قال : " أن تعبد الله كأنك تراه " . وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=650050إن في [ ص: 539 ] الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب " .
الثالثة : أنه لما كانت القلوب هي المصححة للأعمال الظاهرة ، وأعمال القلب غيب عنا ، فلا يقطع بمغيب أحد ؛ لما يرى عليه من صور أعمال الطاعة أو المخالفة ، فلعل من يحافظ على الأعمال الظاهرة يعلم الله تعالى من قلبه وصفا مذموما لا تصح معه تلك الأعمال ، ولعل من رأينا عليه تفريطا أو معصية يعلم الله من قلبه وصفا محمودا يغفر له بسببه ، فالأعمال أمارات ظنية لا أدلة قطعية ، ويترتب عليها عدم الغلو في تعظيم من رأينا عليه أفعالا صالحة ، وعدم الاحتقار لمسلم رأينا عليه أفعالا سيئة ، بل تحتقر وتذم تلك الحالة السيئة ، لا تلك الذات المسيئة . فتدبر هذا ؛ فإنه نظر دقيق .