الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4679 [ 2491 ] وعنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=661687 " nindex.php?page=treesubj&link=30363_30364لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء" .
و (قوله : " حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ") والجلحاء : هي التي لا قرون لها . وكبش أجلح ، وشاة جلحاء . ويقاد : من القود ، أي : القصاص . وقد حكي أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة - رضي الله عنه - حمل هذا الحديث على ظاهره ، فقال : يؤتى بالبهائم فيقال لها : كوني ترابا ، وذلك بعدما يقاد للجماء من القرناء ، وحينئذ : nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=40ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا [النبأ: 40] وقد قيل في معنى الحديث : إن المقصود منه التمثيل على جهة تعظيم أمر الحساب والقصاص ، والإغياء فيه حتى يفهم منه : أنه لا بد لكل أحد منه ، وأنه لا محيص له عنه ، ويتأيد هذا بما جاء في هذا الحديث عن بعض رواته من الزيادة ، فقال : " حتى يقاد للشاة الجلحاء من القرناء ، وللحجر لم ركب على الحجر؟ وعلى العود خدش العود " فظهر من هذا : أن المقصود منه التمثيل المفيد للإغياء والتهويل ، لأن الجمادات لا يعقل خطابها ولا ثوابها ولا عقابها ، ولم يصر إليه أحد من العقلاء ، ومتخيله من جملة المعتوهين الأغبياء ، ونظير هذا التمثيل قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولو أن قرآنا سيرت به الجبال [الرعد: 31]، وقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=21لو أنـزلنا هذا القرآن على جبل الآية [الحشر: 21] ، فتدبر وجه التنظير ، والله بحقائق الأمور عليم خبير .