فقس والتقى من عوام الناس عقيدة أهل الصلاح فترى اعتقاد العامي في الثبات كالطود الشامخ لا تحركه الدواهي والصواعق وعقيدة المتكلم الحارس واعتقاده بتقسيمات الجدل كخيط مرسل في الهواء تفيئه الرياح مرة هكذا ، ومرة هكذا إلا من سمع منهم دليل الاعتقاد فتلقفه تقليدا ، كما تلقف نفس الاعتقاد تقليدا إذ لا ، فرق في التقليد بين تعليم الدليل ، أو تعلم المدلول فتلقين الدليل شيء والاستدلال بالنظر شيء آخر بعيد عنه . بعقيدة المتكلمين والمجادلين
ثم الصبي إذا وقع نشؤه على هذه العقيدة إن اشتغل بكسب الدنيا لم ينفتح له غيرها ولكنه يسلم في الآخرة باعتقاد أهل الحق إذ لم يكلف الشرع أجلاف العرب أكثر من التصديق الجازم بظاهر هذه العقائد فأما البحث والتفتيش وتكلف نظم الأدلة فلم يكلفوه أصلا .