[قصة غلام واستشهاد سيدنا المغيرة عمر]
وقال : الزهري - رضي الله عنه - لا يأذن لصبي قد احتلم في دخول المدينة، حتى كتب عمر المغيرة بن شعبة وهو على (كان الكوفة يذكر له غلاما عنده صنعا، ويستأذنه أن يدخله المدينة، ويقول: إن عنده أعمالا كثيرة فيها منافع للناس ; إنه حداد نقاش نجار، فأذن له أن يرسل به إليه، وضرب عليه المغيرة مائة درهم في الشهر.
فجاء إلى عمر يشتكي شدة الخراج، فقال: ما خراجك بكثير، فانصرف ساخطا يتذمر، فلبث ليالي، ثم دعاه فقال: ألم أخبر أنك تقول: لو أشاء.. لصنعت رحى تطحن بالريح، فالتفت إلى عمر عابسا وقال: لأصنعن لك رحى يتحدث الناس بها. عمر
فلما ولى.. قال لأصحابه: أوعدني العبد آنفا، ثم اشتمل أبو لؤلؤة على خنجر ذي رأسين نصابه في وسطه، فكمن في زاوية من زوايا المسجد في الغلس، فلم يزل هناك حتى خرج عمر يوقظ الناس للصلاة، فلما دنا منه.. طعنه ثلاث طعنات). أخرجه عمر ابن سعد .
[ ص: 242 ] وقال عمرو بن ميمون الأودي: (إن أبا لؤلؤة عبد طعن المغيرة بخنجر له رأسان، وطعن معه اثني عشر رجلا ; مات منهم ستة، فألقى عليه رجل من عمر أهل العراق ثوبا، فلما اغتم فيه.. قتل نفسه).
وقال أبو رافع : (كان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة يصنع الأرحاء، وكان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم، فلقي فقال: يا أمير المؤمنين ; إن المغيرة قد أثقل علي، فكلمه. عمر
فقال: أحسن إلى مولاك - ومن نية عمر: أن يكلم المغيرة فيه - فغضب وقال: يسع الناس كلهم عدله غيري، وأضمر قتله، واتخذ خنجرا وشحذه وسمه.
وكان يقول: أقيموا صفوفكم قبل أن يكبر، فجاء عمر ، وطعن ثلاثة عشر رجلا معه، عمر فمات منهم ستة، وحمل فقام حذاءه في الصف، وضربه في كتفه وفي خاصرته، فسقط إلى أهله، وكادت الشمس تطلع، فصلى عبد الرحمن بن عوف بالناس بأقصر سورتين، وأتي عمر بنبيذ فشربه، فخرج من جرحه، فلم يتبين، فسقوه لبنا فخرج من جرحه، فقالوا: لا بأس عليك، فقال: إن يكن بالقتل بأس.. فقد قتلت. عمر
فجعل الناس يثنون عليه ويقولون: كنت وكنت، فقال: أما والله ; وددت أني خرجت منها كفافا ; لا علي ولا لي، وأن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت لي.
وأثنى عليه ، فقال: لو أن لي طلاع الأرض ذهبا.. لافتديت به من هول المطلع، وقد جعلتها شورى في عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وأمر صهيبا أن يصلي بالناس، وأجل الستة ثلاثا). أخرجه ابن عباس . الحاكم
وقال : (كان ابن عباس أبو لؤلؤة مجوسيا).