الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            ( ن س ب ) : نسبته إلى أبيه نسبا من باب طلب عزوته إليه وانتسب إليه اعتزى والاسم النسبة بالكسر فتجمع على نسب مثل سدرة وسدر وقد تضم فتجمع مثل غرفة وغرف قال ابن السكيت يكون من قبل الأب ومن قبل الأم ويقال نسبه في تميم أي هو منهم والجمع أنساب مثل سبب وأسباب وهو نسيبه أي قريبه وينسب إلى ما يوضح ويميز من أب وأم وحي وقبيل وبلد وصناعة وغير ذلك فتأتي بالياء فيقال مكي وعلوي وتركي وما أشبه ذلك وسيأتي في الخاتمة تفصيله إن شاء الله تعالى فإن كان في النسبة لفظ عام وخاص فالوجه تقديم العام على الخاص فيقال القرشي الهاشمي لأنه لو قدم الخاص لأفاد معنى العام فلا يبقى له في الكلام فائدة إلا التوكيد .

                                                            وفي تقديمه يكون للتأسيس وهو أولى من التأكيد والأنسب تقديم القبيلة على البلد فيقال القرشي المكي لأن النسبة إلى الأب صفة ذاتية ولا كذلك النسبة إلى البلد فكان الذاتي أولى وقيل لأن العرب إنما كانت تنتسب إلى القبائل ولكن لما سكنت الأرياف والمدن استعارت من العجم والنبط الانتساب إلى البلدان فكان عرفا طارئا والأول هو الأصل عندهم فكان أولى ثم استعمل النسب وهو المصدر في مطلق الوصلة بالقرابة فيقال بينهما نسب أي قرابة وجمعه أنساب ومن هنا استعير .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية