قوله تعالى : فانطلقوا وهم يتخافتون أي يتسارون ; أي يخفون كلامهم ويسرونه لئلا يعلم بهم أحد ; قاله عطاء وقتادة . وهو من خفت يخفت إذا سكن ولم يبين . كما قال دريد بن الصمة :
وإني لم أهلك سلالا ولم أمت خفاتا وكلا ظنه بي عودي
وقيل : يخفون أنفسهم من الناس حتى لا يروهم .وكان أبوهم يخبر الفقراء والمساكين فيحضروا وقت الحصاد والصرام .
وغدوا على حرد قادرين أي على قصد وقدرة في أنفسهم ويظنون أنهم تمكنوا من مرادهم . قال معناه ابن عباس وغيره . والحرد القصد . حرد يحرد ( بالكسر ) حردا قصد . تقول : حردت حردك ; أي قصدت قصدك . ومنه قول الراجز :
أقبل سيل جاء من عند الله يحرد حرد الجنة المغله
قد جاء سيل جاء من أمر الله يحرد حرد الجنة المغله
إذا جياد الخيل جاءت تردي مملوءة من غضب وحرد