القول في ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ) تأويل قوله (
قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في معنى قوله جل ثناؤه ألم تر إلى الذين فقال قوم : معناه ألم تخبر ؟
وقال آخرون معناه ألم تعلم ؟ [ ص: 427 ]
قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك ألم تر بقلبك يا محمد علما " إلى الذين أوتوا نصيبا " وذلك أن الخبر " والعلم لا يجليان رؤية ولكنه رؤية القلب بالعلم فذلك كما قلنا فيه .
وأما تأويل قوله إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب : فإنه يعني إلى الذين أعطوا حظا من كتاب الله فعلموه
وذكر أن الله عنى بذلك طائفة من اليهود الذين كانوا حوالي مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر من قال ذلك :
9687 - حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل : فهم أعداء الله اليهود اشتروا الضلالة
9688 - حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن عن ابن جريج عكرمة : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب " إلى قوله يحرفون الكلم عن مواضعه قال نزلت في رفاعة بن زيد بن السائب اليهودي .
9689 - حدثنا أبو كريب قال حدثنا عن يونس بن بكير ابن إسحاق [ ص: 428 ] قال حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظمائهم - يعني من عظماء اليهود - إذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه وقال راعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك ثم طعن في الإسلام وعابه فأنزل الله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة إلى قوله فلا يؤمنون إلا قليلا "
9690 - حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق بإسناده عن ابن عباس مثله .