الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2518 حدثنا أبو موسى الأنصاري حدثنا عبد الله بن إدريس حدثنا شعبة عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء السعدي قال قلت للحسن بن علي ما حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة وفي الحديث قصة قال وأبو الحوراء السعدي اسمه ربيعة بن شيبان قال وهذا حديث حسن صحيح حدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن بريد فذكر نحوه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أبو موسى الأنصاري ) الظاهر أنه هو إسحاق بن موسى الأنصاري .

                                                                                                          [ ص: 187 ] قوله : ( دع ) أي اترك ( ما يريبك ) بفتح الياء وضمها ، والفتح أشهر ، والريب الشك وقيل هو الشك مع التهمة ( إلى ما لا يريبك ) قال التوربشتي : أي اترك ما اعترض لك من الشك فيه منقلبا عنه إلى ما لا شك فيه ، يقال دع ذلك إلى ذلك استبدله به انتهى . والمعنى اترك ما تشك فيه من الأقوال والأعمال أنه منهي عنه أو لا أو سنة أو بدعة واعدل إلى ما لا تشك فيه منهما والمقصود أن يبني المكلف أمره على اليقين البحت والتحقيق الصرف ويكون على بصيرة في دينه ( فإن الصدق طمأنينة ) بكسر همزة وسكون طاء وبعد ألف نون مكسورة فتحتية فنون مفتوحة . وفي المشكاة طمأنينة أي إن الصدق يطمئن إليه القلب ويسكن ( وإن الكذب ريبة ) بكسر الراء ، وحقيقتها قلق النفس واضطرابها ، فإن كون الأمر مشكوكا فيه مما يقلق له النفس وكونه صحيحا صادقا مما تطمئن له ( وفي الحديث قصة ) روى أحمد هذا الحديث في مسنده مع القصة عن أبي الحوراء ، قال قلت للحسن بن علي : ما تذكر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ قال أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة فألقيتها في فمي ، فانتزعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلعابها فألقاها في التمر ، فقال له رجل : ما عليك أكل هذه التمرة ؟ قال : ( إنا لا نأكل الصدقة ) قال وكان يقول : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة ) . قال وكان يعلمنا هذا الدعاء : اللهم اهدني فيمن هديت الحديث .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه أحمد والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم ( وأبو الحوراء ) بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفتح الراء ممدودا ( واسمه ربيعة بن شيبان ) البصري ثقة من الثالثة .




                                                                                                          الخدمات العلمية