[ ص: 450 ] لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة
أعقب الردع بالوعيد على فعله إذا لم يرتدع وينته عنه .
واللام موطئة للقسم ؛ وجملة لنسفعن جواب القسم وأما جواب الشرط فمحذوف دل عليه جواب القسم .
والسفع : القبض الشديد بجذب .
والناصية مقدم شعر الرأس ، والأخذ من الناصية أخذ من لا يترك له تمكن من الانفلات فهو كناية عن أخذه إلى العذاب وفيه إذلال ; لأنهم كانوا لا يقبضون على شعر رأس أحد إلا لضربه أو لجره . وأكد ذلك السفع بالباء المزيدة الداخلة على المفعول لتأكيد اللصوق .
والنون نون التوكيد الخفيفة التي يكثر دخولها في القسم المثبت ، وكتبت في المصحف ألفا رعيا للنطق لها في الوقف ; لأن أواخر الكلم أكثر ما ترسم على مراعاة النطق في الوقف .
والتعريف في الناصية للعهد التقديري ، أي : بناصيته ، أي ناصية الذي ينهى عبدا إذا صلى ، وهذه اللام هي التي يسميها نحاة الكوفة عوضا عن المضاف إليه ، وهي تسمية حسنة وإن أباها البصريون فقدروا في مثله متعلقا لمدخول اللام .
و ( ناصية ) بدل من الناصية وتنكيرها لاعتبار الجنس ، أي : هي من جنس ناصية كاذبة خاطئة .
و ( خاطئة ) اسم فاعل من خطئ من باب علم ، إذا فعل خطيئة ، أي : ذنبا . ووصف الناصية بالكاذبة والخاطئة مجاز عقلي . والمراد : كاذب صاحبها خاطئ صاحبها ، أي : آثم . ومحسن هذا المجاز أن فيه تخييلا بأن الكذب والخطأ باديان من ناصيته فكانت الناصية جديرة بالسفع .