[ 4 ] وليملل الذي عليه الحق ، أي وليلق على الكاتب ما يكتبه من عليه الحق من المتعاملين ، ليكون إملاله حجة عليه تبينها الكتابة وتحفظها . والإملال والإملاء واحد ، يقال : أمل على الكاتب وأملى عليه إذا ألقى عليه ما يكتبه والأصل فيه اللام . وليتق الله ربه في إملاله بأن يبين الحق الذي عليه كاملا ولا يبخس منه شيئا ، أي لا ينقص منه شيئا ما ، وإن قل . أمر الذي عليه الحق بتقوى الله في إملاله على الكاتب وذكره بأن الله ربه الذي غذاه بنعمه وسخر له قلب الدائن فبذل له ماله ليحمله بالتذكير بجلال الذات الإلهية وهو من قبيل الترهيب ، وبجمال نعم الربوبية وهو من قبيل الترغيب على شكر الله [ ص: 102 ] بالاستقامة ، وشكر الدائن بالاعتراف بحقه على وجه الكمال ؛ لأنه كما ورد في الحديث ، ثم نهاه بعد هذا الأمر المؤكد أن يبخس من الحق شيئا ؛ لأن الإنسان عرضه للطمع فربما يستخفه طمعه إلى نقص شيء من الحق أو الإبهام في الإقرار الذي يملي على الكاتب تمهيدا للمحاولة والمماطلة ونحو ذلك . فهذا التأكيد بالنهي بعد الأمر لمقاومة هذا الأمر . لا يشكر الله من لا يشكر الناس