[ ص: 329 ] وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم ، الكتاب : القرآن والحكمة فقه مقاصد الكتاب وأسراره ، ووجه موافقتها للفطرة وانطباقها على سنن الاجتماع البشري واتحادها مع مصالح الناس في كل زمان ومكان وعلمك ما لم تكن تعلم ، هو في معنى قوله تعالى : ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ( 42 : 52 ) ، ولا دليل فيه على أن المراد به تعليمه الغيب مطلقا بل هو الكتاب والشريعة ، وخصوصا ما تضمنته هذه الآيات من العلم بحقيقة الواقعة التي تخاصم فيها بعض المسلمين مع اليهودي .
وكان فضل الله عليك عظيما ، إذ اختصك بهذه النعم الكثيرة وأرسلك للناس كافة ، وجعلك خاتم النبيين ، فيجب أن تكون أعظم الناس شكرا له ، ويجب على أمتك مثل ذلك ليكونوا بهذا الفضل خير أمة أخرجت للناس ، وقدوة لهم في جميع الخيرات .