لولا
: على أوجه : لولا
أحدها : أن تكون حرف امتناع لوجود ، فتدخل على الجملة الاسمية ، ويكون جوابها فعلا مقرونا باللام إن كان مثبتا ، نحو : فلولا أنه كان من المسبحين للبث [ الصافات : 143 - 144 ] . ومجردا منها إن كان منفيا ، نحو : ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا [ النور : 21 ] وإن وليها ضمير فحقه أن يكون ضمير رفع ، نحو : لولا أنتم لكنا مؤمنين [ سبإ : 31 ] .
الثاني : أن تكون بمعنى ( هلا ) فهي للتحضيض والعرض في المضارع أو ما في تأويله ، نحو : لولا تستغفرون الله [ النمل : 46 ] . لولا أخرتني إلى أجل قريب [ المنافقون : 10 ] ، وللتوبيخ والتنديم في المضارع ، نحو : لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء [ النور : 13 ] . فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله [ الأحقاف : 28 ] . ولولا إذ سمعتموه قلتم [ النور : 16 ] . فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا [ الأنعام : 43 ] . فلولا إذا بلغت الحلقوم [ الواقعة : 83 ] . فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين [ الواقعة : 86 - 87 ] .
الثالث : أن تكون للاستفهام ، ذكره الهروي ، وجعل منه : لولا أخرتني [ المنافقون : 10 ] لولا أنزل عليه ملك [ الأنعام : 8 ] والظاهر أنها فيهما بمعنى ( هلا ) .
الرابع : أن تكون للنفي ، ذكره الهروي أيضا ، وجعل منه : فلولا كانت قرية آمنت [ يونس : 98 ] ، أي : فما آمنت قرية ، أي : أهلها ، عند مجيء العذاب فنفعها إيمانها . والجمهور : لم يثبتوا ذلك .
[ ص: 529 ] وقالوا : المراد في الآية التوبيخ على ترك الإيمان قبل مجيء العذاب ، ويؤيده قراءة أبي ( فهلا ) . والاستثناء حينئذ منقطع .
فائدة : نقل عن الخليل : أن جميع ما في القرآن من ( ) فهي بمعنى ( هلا ) إلا لولا فلولا أنه كان من المسبحين [ الصافات : 143 ] ، وفيه نظر ، لما تقدم من الآيات .
وكذا قوله : لولا أن رأى برهان ربه [ يوسف : 24 ] . لولا فيه امتناعية ، وجوابها محذوف ، أي : لهم بها ، أو لواقعها .
وقوله : لولا أن من الله علينا لخسف بنا [ القصص : 82 ] .
وقوله لولا أن ربطنا على قلبها [ القصص : 10 ] أي : لأبدت به ، في آيات أخر .
وقال : أنبأنا ابن أبي حاتم موسى الخطمي ، أنبأنا هارون بن أبي حاتم ، أنبأنا عبد الرحمن بن حماد ، عن أسباط ، عن ، عن السدي أبي مالك ، قال : كل ما في القرآن ( فلولا ) فهو ( فهلا ) إلا حرفين : في يونس : فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها [ يونس : 98 ] ، يقول : فما كانت قرية ، وقوله : فلولا أنه كان من المسبحين [ الصافات : 143 ] .
وبهذا يتضح مراد الخليل ، وهو أن مراده ( لولا ) المقترنة بالفاء .