، وترد لأسباب : النوع الخامس : الصفة
أحدها : التخصيص في النكرة ، نحو : فتحرير رقبة مؤمنة [ النساء : 92 ] .
الثاني : التوضيح في المعرفة ؛ أي : زيادة البيان ، نحو : ورسوله النبي الأمي [ الأعراف : 158 ] .
الثالث : المدح والثناء ، ومنه صفات الله تعالى ، نحو : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين [ الفاتحة : 1 - 4 ] ، الخالق البارئ المصور [ الحشر : 24 ] .
ومنه : يحكم بها النبيون الذين أسلموا [ المائدة : 44 ] ، فهذا الوصف للمدح وإظهار شرف الإسلام ، والتعريض باليهود ، وأنهم بعداء عن ملة الإسلام الذي هو دين [ ص: 114 ] الأنبياء كلهم ، وأنهم بمعزل عنها . قاله . الزمخشري
الرابع : الذم ، نحو : فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم [ النحل : 98 ] .
الخامس : التأكيد لرفع الإيهام ، نحو : لا تتخذوا إلهين اثنين [ النحل : 51 ] ، فإن ( إلهين ) للتثنية ، ف ( اثنين ) بعده صفة مؤكدة للنهي عن الإشراك ، ولإفادة أن النهي عن اتخاذ إلهين إنما هو لمحض كونهما اثنين فقط ، لا لمعنى آخر من كونهما عاجزين أو غير ذلك ؛ ولأن الوحدة تطلق ويراد بها النوعية ، كقوله صلى الله عليه وسلم : ، وتطلق ويراد بها نفي العدة ، فالتثنية باعتبارها ، فلو قيل : لا تتخذوا إلهين فقط لتوهم أنه نهي عن اتخاذ جنسين آلهة ، وإن جاز أن يتخذ من نوع واحد عدد آلهة ، ولهذا أكد بالواحدة قوله : إنما نحن وبنو المطلب شيء واحد إنما هو إله واحد [ الأنعام : 19 ] .
ومثله : فاسلك فيها من كل زوجين اثنين [ المؤمنون : 27 ] ، على قراءة تنوين ( كل ) . وقوله : فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة [ الحاقة : 13 ] ، فهو تأكيد لرفع توهم تعدد النفخة ؛ لأن هذه الصيغة قد تدل على الكثرة بدليل : وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها [ إبراهيم : 34 ] .
ومن ذلك قوله : فإن كانتا اثنتين [ النساء : 176 ] ، فإن لفظ كانتا تفيد التثنية ، فتفسيره باثنتين لم يفد زيادة عليه .
وقد أجاب عن ذلك الأخفش والفارسي بأنه أفاد العدد المحض مجردا عن الصفة ؛ لأنه قد كان يجوز أن يقال : فإن كانتا صغيرتين أو كبيرتين أو صالحتين أو غير ذلك من الصفات ، فلما قال : ( اثنتين ) أفهم أن فرض الثنتين تعلق بمجرد كونهما ثنتين فقط ، وهي فائدة لا تحصل من ضمير المثنى .
وقيل : أراد : ( فإن كانتا اثنتين فصاعدا ) فعبر [ ص: 115 ] بالأدنى عنه وعما فوقه اكتفاء ، ونظيره : فإن لم يكونا رجلين [ البقرة : 282 ] ، والأحسن فيه أن الضمير عائد على الشهيدين المطلقين .
ومن الصفات المؤكدة قوله : ولا طائر يطير بجناحيه [ الأنعام : 38 ] ، فقوله يطير : لتأكيد أن المراد بالطائر حقيقته ، فقد يطلق مجازا على غيره ، وقوله : بجناحيه لتأكيد حقيقة الطيران ؛ لأنه يطلق مجازا على شدة العدو والإسراع في المشي ، ونظيره : يقولون بألسنتهم [ الفتح : 11 ] ؛ لأن القول يطلق مجازا على غير اللساني بدليل : ويقولون في أنفسهم [ المجادلة : 8 ] ، وكذا ولكن تعمى القلوب التي في الصدور [ الحج : 46 ] ؛ لأن القلب قد يطلق مجازا على العين ، كما أطلقت العين مجازا على القلب في قوله : الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري [ الكهف : 101 ] .