أَهْلَ الْقُبُورِ عَلَيْكُمْ مِنِّي السَّلَامُ إِنِّي أُكَلِّمُكُمْ وَلَيْسَ بِكُمْ كَلَامُ لَا تَحْسَبُوا أَنَّ الْأَحِبَّةَ لَمْ يَسُغْ
مِنْ بَعْدِكُمْ لَهُمُ الشَّرَابُ وَلَا الطَّعَامُ كَلَّا لَقَدْ رَفَضُوكُمْ وَاسْتَبْدَلُوا بِكُمُ
وَفَرَّقَ ذَاتَ بَيْنِكُمُ الْحِمَامُ وَالْخَلْقُ كُلُّهُمُ كَذَلِكَ فَكُلُّ مَنْ
قَدْ مَاتَ لَيْسَ لَهُ عَلَى حَيٍّ ذِمَامُ
فَأَثَارَ فَارِطُهُمْ غُطَاطًا جُثَّمَا أَصْوَاتُهُ كَتَرَاطُنِ الْفَرَسِ
) قَالَ : وَقَالَ الْقُطَامِيُّ :فَاسْتَعْجَلُونَا وَكَانُوا مِنْ صَحَابَتِنَا كَمَا تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ
فَوَرَدْنَا قَبْلَ فُرَّاطِ الْقَطَا إِنَّ مِنْ وِرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَلْ
وَمَنْهَلٌ وَرَدْتُهُ الْتِقَاطَا لَمْ أَلْقَ إِذْ وَرَدْتُهُ فُرَّاطَا
إِلَّا الْقَطَا أَوَابِدًا غُطَاطَا
ذَهَبَ الَّذِينَ حُبُّهُمْ فَرَطًا وَبَقِيتُ كَالْمَغْمُورِ فِي خَلَفِ
وَمَنْ لَا يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلَاحِهِ يُهَدَّمْ وَمَنْ لَا يَظْلِمِ النَّاسَ يُظْلَمِ
يَا خُوَيَّ نَهْنِهَا وَذُودَا إِنِّي أَرَى حَوْضَكُمَا مَوْرُودَا
أهل القبور عليكم مني السلام إني أكلمكم وليس بكم كلام لا تحسبوا أن الأحبة لم يسغ
من بعدكم لهم الشراب ولا الطعام كلا لقد رفضوكم واستبدلوا بكم
وفرق ذات بينكم الحمام والخلق كلهم كذلك فكل من
قد مات ليس له على حي ذمام
فأثار فارطهم غطاطا جثما أصواته كتراطن الفرس
) قال : وقال القطامي :فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا كما تعجل فراط لوراد
فوردنا قبل فراط القطا إن من وردي تغليس النهل
ومنهل وردته التقاطا لم ألق إذ وردته فراطا
إلا القطا أوابدا غطاطا
ذهب الذين حبهم فرطا وبقيت كالمغمور في خلف
ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
يا خوي نهنها وذودا إني أرى حوضكما مورودا