أَتَيْنَاكَ وَالْعَذْرَاءُ تُدْمِي لَبَانَهَا وَقَدْ شُغِلَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ عَنِ الطِّفْلِ وَأَلْقَى بِكَفَّيْهِ وَخَرَّ اسْتِكَانَةً
مِنَ الْجُوعِ مَوْتًا مَا يُمِرُّ وَمَا يُحْلِي .
وَلَا شَيْءَ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ عِنْدَنَا
سِوَى الْحَنْظَلِ الْعَامِيِّ وَالْعَلْهَزِ الْفَسْلِ وَلَيْسَ لَنَا إِلَّا إِلَيْكَ فِرَارُنَا
وَأَيْنَ فِرَارُ النَّاسِ إِلَّا إِلَى الرُّسْلِ
وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
يُطِيفُ بِهِ الْهَلَاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ فَهُمْ عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَفَوَاضِلِ
وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
لَكَ الْحَمْدُ وَالْحَمْدُ مِمَّنْ شَكَرْ سُقِينَا بِوَجْهِ النَّبِيِّ الْمَطَرْ
دَعَا رَبَّهُ الْمُصْطَفَى دَعْوَةً فَأَسْلَمَ مَعَهَا إِلَيْهِ النَّظَرْ
فَلَمْ يَكُ إِلَّا أَنْ أَلْقَى الرِّدَاءَ وَأَسْرَعَ حَتَّى رَأَيْنَا الدُّرَرْ
وَلَمْ يَرْجِعِ الْكَفُّ عِنْدَ الدُّعَاءِ إِلَى النَّحْرِ حَتَّى أَفَاضَ الْغُدُرْ
سَحَابٌ وَمَا فِي أَدِيمِ السَّمَاءِ سَحَابٌ يَرَاهُ الْحَدِيدُ الْبَصَرْ
فَكَانَ كَمَا قَالَهُ عَمُّهُ وَأَبْيَضُ يُسْقَى بِهِ ذُو غَدَرْ
بِهِ يُنْزِلُ اللَّهُ غَيْثَ السَّمَاءِ فَهَذَا الْعِيَانُ لِذَاكَ الْخَبَرْ
فَمَنْ يَشْكُرِ اللَّهَ يَلْقَ الْمَزِيدَ وَمَنْ يَكْفُرِ اللَّهَ يَلْقَ الْغِيَرْ
أتيناك والعذراء تدمي لبانها وقد شغلت أم الصبي عن الطفل وألقى بكفيه وخر استكانة
من الجوع موتا ما يمر وما يحلي .
ولا شيء مما يأكل الناس عندنا
سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل وليس لنا إلا إليك فرارنا
وأين فرار الناس إلا إلى الرسل
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يطيف به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل
لك الحمد والحمد ممن شكر سقينا بوجه النبي المطر
دعا ربه المصطفى دعوة فأسلم معها إليه النظر
فلم يك إلا أن ألقى الرداء وأسرع حتى رأينا الدرر
ولم يرجع الكف عند الدعاء إلى النحر حتى أفاض الغدر
سحاب وما في أديم السماء سحاب يراه الحديد البصر
فكان كما قاله عمه وأبيض يسقى به ذو غدر
به ينزل الله غيث السماء فهذا العيان لذاك الخبر
فمن يشكر الله يلق المزيد ومن يكفر الله يلق الغير