الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1118 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كانوا ثلاثة فيؤمهم أحدهم ، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم " . رواه مسلم . وذكر حديث مالك بن الحويرث في باب بعد باب " فضل الأذان " .

التالي السابق


1118 - ( وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كانوا ) أي : القوم ( ثلاثة ) أي : واثنين كما أفاده الخبر السابق أن الجماعة تحصل بهما ( فليؤمهم أحدهم ) إشارة إلى جواز إمامة المفضول ( وأحقهم بالإمامة أقرؤهم ) : فإن إمامته أفضل ، قال الطيبي : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسلمون كبارا ، أي غالبا فيتفقهون قبل أن يقرأوا ومن بعدهم يتعلمون القراءة صغارا قبل أن يتفقهوا ، فلم يكن فيهم قارئ إلا وهو فقيه اهـ . فالعبرة بالفقه المتعلق بأمر الصلاة فالأفقه بالمعاملات لم يكن أولى بالإمامة من الأقرأ . ( رواه مسلم ) : قال ميرك : ورواه النسائي .

[ ص: 864 ] ( وذكر حديث مالك بن الحويرث في باب بعد " فضل الأذان ) : والحديث هو : قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وابن عم لي فقال : " إذا سافرتما فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما " ففيه تفضيل الإمامة فهو بباب الإمامة أولى ، فلا معنى لتغيير التصنيف مع وجود الوجه الأدنى فضلا عن الأعلى ، ثم يحتاج إلى الاعتذار المشير إلى الاعتراض ، لا يقال صدر الحديث في الأذان ; لأن تقديمه لتقدمه في الوجود ، ومنه تقدم بلال على النبي صلى الله عليه وسلم في دخول الجنة تقدم الخادم على المخدوم ، ففيه إيماء إلى فضيلة الإمامة ، وكذلك الحديث الآتي قريبا ، فالحاصل أن حديث مالك بن الحويرث كان في المصابيح هنا في آخر الفصل الأول ، ونقله صاحب المشكاة ، فذكره في باب بعد باب فضل الأذان ، ووهم ابن حجر حيث قال : وذكر في المصابيح حديث مالك في باب بعد باب فضل الأذان فراجعه اهـ .




الخدمات العلمية