الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1686 - وعن أنس : أن جنازة مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فقيل : إنها جنازة يهودي فقال : " إنما قمت للملائكة " . رواه النسائي .

1687 - وعن مالك بن هبيرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلاث صفوف من المسلمين إلا أوجب " فكان مالك إذا استقل أهل الجنازة جزأهم ثلاثة صفوف لهذا الحديث . رواه أبو داود ، وفي رواية الترمذي قال : كان مالك بن هبيرة إذا صلى على جنازة فتقال الناس عليها جزأهم ثلاثة أجزاء ، ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى عليه ثلاثة صفوف أوجب . وروى ابن ماجه نحوه .

التالي السابق


1687 - ( وعن مالك بن هبيرة ) بالتصغير . ( قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلا أوجب ) أي : ذلك الفعل على الله ) تعالى مغفرته ، وعدا منه وفضلا ، وقد جاء في رواية : إلا غفر الله له ، والتعجب بالإيجاب نظرا لكون وعد الله لا يخلف ، فهو واجب لغيره ، صحيح زيادة للتطميع في [ ص: 1213 ] حسن الرجاء ، فلا ينافي أنه يجب على كل أحد أن يعتقد أنه لا يجب على الله شيء قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ثم هو خبر ما ، والمستثنى منه أعم عام الأحوال ، وفيه دلالة ظاهرة على معنى تأثير الثنا بالمغفرة . قال الطيبي : وفيه بحث إذ الفرق بين الثناء عليه والدعاء واضح . ( فكان مالك ) أي : ابن هبيرة . ( إذا استقل أهل الجنازة ) أي : عدهم قليلا . ( جزأهم ) بالشديد أي فرقهم ، وجعل القوم الذين يمكن أن يكونوا صفا واحدا . ( ثلاثة صفوف لهذا الحديث ) وفي جعله صفوفا إشارة إلى كراهة الانفراد . قال ابن الملك : في شرح الوقاية : ذكر الكرماني أن أفضل الصفوف في صلاة الجنازة آخرها ، وفي غيرها أولها ، إظهارا للتواضع ، ولتكون شفاعته أدعى إلى القبول ، ولا يدعو للميت بعد صلاة الجنازة لأنه يشبه الزيادة في صلاة الجنازة . ( رواه أبو داود ، وفي رواية الترمذي ) بالإضافة . ( قال : كان مالك بن هبيرة إذا صلى ) أي : أراد الصلاة . ( على جنازة فتقال الناس عليها ) أي : المنتظرين ، تفاعل من القلة ، أي : رآهم قليلا ، وفي نسخة برفع الناس أي : صار الناس قليلا . ( جزأهم ثلاثة أجزاء ) أي : قسمهم ثلاثة أقسام ، أي : شيوخا ، وكهولا ، وشبابا ، أو فضلاء ، وطلبة العلم ، والعامة . ( ثم قال ) أي : استدلالا لفعله . ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى عليه ثلاثة صفوف ) وأقل الصف أن يكون اثنين على الأصح . ( أوجب ) أي : الله تعالى على ذاته بمقتضى وعده مغفرة ذنب عبده . ( وروى ابن ماجه نحوه ) أي : معناه .




الخدمات العلمية