[ المكثرون من الصحابة ] الرابعة : في . ( والمكثرون ) منهم رواية كما قاله المكثرين من الصحابة رضي الله عنهم رواية وإفتاء أحمد فيما نقله ابن كثير وغيره ، الذين زاد حديثهم على ألف ( ستة ) ، وهم : ( ، و ( أنس ) هو ابن مالك ابن عمر ) عبد الله ، ، و ( البحر ) وأم المؤمنين عائشة ( الصديقة ) ابنة الصديق . وسمي بحرا ; لسعة علمه وكثرته ، وممن سماه بذلك عبد الله بن عباس أحد التابعين ممن أخذ عنه ، فقال في شيء : وأبى ذلك البحر ، يريد أبو الشعثاء جابر بن زيد . و ( ابن عباس ، و ( جابر ) هو ابن عبد الله ) ، وهو بإجماع حسبما حكاه أبو هريرة النووي ( أكثرهم ) كما قاله سعيد بن أبي الحسن ، وتبعهما وابن حنبل غير متعرض لترتيب من عداه في [ ص: 103 ] الأكثرية . والذي يدل لذلك ما نسب ابن الصلاح مما أودعه في مسنده خاصة كما أفاده شيخنا لا مطلقا ; فإنه روى لبقي بن مخلد خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وستين ، لأبي هريرة ولابن عمر ألفين وستمائة وثلاثين ، ولأنس ألفين ومائتين وستة وثمانين ، ولعائشة ألفين ومائتين وعشرة ، ألفا وستمائة وستين ، ولابن عباس ولجابر ألفا وخمسمائة وأربعين . ولهم سابع نبه عليه المصنف تبعا لابن كثير ، وهو ، فروى له أبو سعيد الخدري ألفا ومائة وسبعين ، وقد نظمه بقي البرهان الحلبي فقال :
أبو سعيد نسبة لخدرة سابعهم أهمل في القصيدة .
وكذا أدرج ابن كثير في المكثرين ابن مسعود ، ولم يبلغ حديث واحد منهما عند وابن عمرو بن العاص ألفا ; إذ حديث أولهما عنده ثمانمائة وثمانية وأربعون ، وثانيهما سبعمائة . واستثناء بقي له من كونه أكثر الصحابة حديثا كما في الصحيح لا يخدش فيما تقدم ولو كان الاستثناء متصلا ، فقد أجيب بأن أبي هريرة عبد الله كان مشتغلا بالعبادة أكثر من اشتغاله بالتعليم ، فقلت الرواية عنه ، أو أن أكثر مقامه بعد فتوح الأمصار كان بمصر أو بالطائف ، ولم تكن الرحلة إليهما ممن يطلب العلم كالرحلة إلى المدينة .
وكان متصديا فيها للفتوى والتحديث حتى مات ; أو لأن أبو هريرة اختص بدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن لا ينسى ما يحدثه به ، فانتشرت روايته ، إلى غير ذلك من الأجوبة . أبا هريرة
[ ص: 104 ] سبعة : والمكثرون منهم إفتاء عمر ، وعلي ، ، وابن مسعود ، وابن عمر ، وابن عباس ، وزيد بن ثابت وعائشة .
قال : يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد من هؤلاء مجلد ضخم . ابن حزم ابن عباس ( في الحقيقة أكثر ) الصحابة كلهم على الإطلاق ( فتوى ) فيما قاله ( والبحر ) ، بحيث كان كبار الصحابة يحيلون عليه في الفتوى ، وكيف لا وقد دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله : ( الإمام أحمد ) ، وفي لفظ : ( اللهم علمه الكتاب ) ، وفي آخر : ( اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل ) ، وفي آخر : ( اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب اللهم بارك فيه وانشر منه ) ؟ ! وقال : هو أعلم من بقي بما أنزل الله على ابن عمر محمد .
وقال أبو بكرة : قدم علينا بالبصرة وما في العرب مثله حشما وعلما وبيانا وجمالا . وقال : ( لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد ) . وقالت ابن مسعود عائشة : ( هو أعلم الناس بالحج ) . ثم إن وصفه بالبحر ثابت في صحيح وغيره ، وإنما وصفه بذلك لكثرة علمه كما قال البخاري مجاهد فيما أخرجه ابن سعد وغيره . وعند ابن سعد أيضا من طريق عن ابن جريج عطاء أنه كان يقول : قال البحر ، وفعل البحر ، يريد . بل سماه غير واحد : حبر الأمة ، وبعضهم : حبر العرب ، وترجمان القرآن ، ورباني الأمة . قال ابن عباس : ابن حزم عشرون ، وهم : ويلي [ ص: 105 ] هؤلاء السبعة في الفتوى أبو بكر ، وعثمان ، وأبو موسى ، ومعاذ ، ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبو هريرة وأنس ، ، وعبد الله بن عمرو بن العاص وسلمان ، وجابر ، وأبو سعيد ، وطلحة ، والزبير ، ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعمران بن حصين وأبو بكرة ، ، وعبادة بن الصامت ومعاوية ، وابن الزبير ، . قال : ويمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم جزء صغير . قال : وأم سلمة ; وفي الصحابة نحو من مائة وعشرين نفسا مقلون في الفتيا جدا ، لا تروى عن الواحد منهم إلا المسألة والمسألتان والثلاث ، كأبي بن كعب وأبي الدرداء وأبي طلحة والمقداد . وسرد الباقين مما في بعضه نظر ، وقال : ويمكن أن يجمع من فتيا جميعهم بعد البحث جزء صغير .