36 - 37 - باب شهادة الضب بنبوته - صلى الله عليه وسلم .
14086 عن بحديث الضب عمر بن الخطاب بني سليم قد صاد ضبا وجعله في كمه ، فذهب به إلى رحله [ ص: 293 ] فرأى جماعة فقال : على من هذه الجماعة فقالوا : على هذا الذي يزعم أنه النبي ، فشق الناس ، ثم أقبل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا محمد ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك وأنقص ، ولولا أن تسميني العرب عجولا لعجلت عليك فقتلتك ، فسررت بقتلك الناس أجمعين . فقال عمر : يا رسول الله ، دعني أقتله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " " . ثم أقبل الأعرابي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : واللات والعزى لا آمنت بك . وقد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا أعرابي ما حملك على أن قلت ما قلت ، وقلت غير الحق ولم تكرم مجلسي ؟ " . قال : وتكلمني أيضا - استخفافا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - واللات والعزى لا آمنت بك حتى يؤمن بك هذا الضب . فأخرج الضب من كمه ، فطرحه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : إن آمن بك هذا الضب آمنت بك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أما علمت أن الحليم كاد يكون نبيا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من تعبد ؟ " . قال : الذي في السماء عرشه ، وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي الجنة رحمته ، وفي النار عذابه . قال : " فمن أنا يا ضب ؟ " . قال : أنت رسول رب العالمين ، وخاتم النبيين ، قد أفلح من صدقك ، وقد خاب من كذبك . فقال الأعرابي : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا ، والله لقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إلي منك ، ووالله لأنت الساعة أحب إلي من نفسي ومن ولدي ، فقد آمنت بك شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي . فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الحمد لله الذي هداك الدين الذي يعلو ولا يعلى ، لا يقبله الله تعالى إلا بصلاة ، ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن " . فعلمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( الحمد ) و ( " يا ضب " . فكلمه الضب بلسان عربي مبين يفهمه القوم جميعا : لبيك وسعديك يا رسول رب العالمين . قل هو الله أحد ) فقال : يا رسول الله ، ما سمعت في البسيط ، ولا في الرجز أحسن من هذا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن هذا كلام رب العالمين وليس بشعر ، وإذا قرأت ( قل هو الله أحد ) مرة فكأنما قرأت ثلث القرآن ، وإذا قرأت ( قل هو الله أحد ) مرتين فكأنما قرأت ثلثي القرآن ، وإذا قرأت ( قل هو الله أحد ) ثلاث مرات فكأنما [ ص: 294 ] قرأت القرآن كله " . فقال الأعرابي : نعم الإله فإن إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل . ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أعطوا الأعرابي " . فأعطوه حتى أبظروه . فقال : يا رسول الله ، إني أريد أن أعطيه ناقة أتقرب بها إلى الله عز وجل دون البختي وفوق الأعرابي ، وهي عشراء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قد وصفت ما تعطي وأصف لك ما يعطيك الله تعالى جزاء " . قال : نعم . قال : " لك ناقة من درة جوفاء ، قوائمها من زمرد أخضر ، وعنقها من زبرجد أصفر ، عليها هودج ، وعلى الهودج السندس والإستبرق ، تمر بك على الصراط كالبرق الخاطف " . فخرج الأعرابي من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلقاه ألف أعرابي على ألف دابة بألف رمح وألف سيف . فقال لهم : أين تريدون ؟ فقالوا : نقاتل هذا الذي يكذب ويزعم أنه نبي . فقال الأعرابي : إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن عبد الرحمن بن عوف محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم . فقالوا له : صبوت ؟ فقال لهم : ما صبوت . وحدثهم هذا الحديث فقالوا بأجمعهم : لا إله إلا الله محمد رسول الله . فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فتلقاهم في رداء ، فنزلوا ، عن ركابهم يقبلون ما رأوا منه وهم يقولون : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فقالوا : مرنا بأمرك يا رسول الله ، قال : " تدخلون تحت راية " . قال : فليس أحد من العرب آمن منهم ألف جميعا إلا خالد بن الوليد بنو سليم . رواه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في محفل من أصحابه ، إذ جاء أعرابي من في الصغير والأوسط عن شيخه الطبراني محمد بن علي بن الوليد البصري قال البيهقي : والحمل في هذا الحديث عليه . قلت : ، وبقية رجاله رجال الصحيح .