لؤلؤ العادلي
الحاجب من أبطال الإسلام ، وهو كان المندوب لحرب فرنج الكرك الذين ساروا لأخذ طيبة ، أو فرنج سواهم ساروا في البحر المالح ، فلم يسر [ ص: 385 ] لؤلؤ إلا ومعه قيود بعددهم ، فأدركهم عند الفحلتين فأحاط بهم ، فسلموا نفوسهم ، فقيدهم ، وكانوا أكثر من ثلاث مائة مقاتل ، وأقبل بهم إلى القاهرة ، فكان يوما مشهودا .
وكان شيخا أرمنيا من غلمان العاضد ، فخدم مع صلاح الدين ، وعرف بالشجاعة والإقدام ، وفي آخر أيامه أقبل على الخير والإنفاق في زمن قحط مصر ، وكان يتصدق في كل يوم باثني عشر ألف رغيف مع عدة قدور من الطعام . وقيل : إن الملاعين التجئوا منه إلى جبل ، فترجل ، وصعد إليهم في تسعة أجناد ، فألقي في قلوبهم الرعب ، وطلبوا منه الأمان ، وقتلوا بمصر ، تولى قتلهم العلماء والصالحون .
توفي لؤلؤ -رحمه الله- بمصر في صفر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة .