الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 406 ] [ تصريح عن نسبة الكتاب ] تصريح عن نسبة الكتاب : واعلم جميع هذا الكتاب وهو المسمى ( فتح المغيث بشرح ألفية الحديث ) من تأليفي إلا من المتفق والمفترق إلى آخره ، مالكه الشيخ الإمام العالم العلامة الفهامة مفتي المسلمين مفيد الطالبين بركة المحصلين ، محيي الدين عبد القادر بن الشيخ المرحوم العالم شمس الدين محمد الشيخ فخر الدين عثمان بن علي المارديني الأصل ، الحلبي الشافعي الأبار وابن الأبار ، نفع الله تعالى به وبلغه من خيري الدارين نهاية أربه وسلمه سفرا وحضرا ، وجمع له الحديث زمرا ، ونفعتني بعد كتابه وبركات علومه وسلفه وجمعتني في سند رحمته وأعالي غرفه قراءة رافعة للبس ، دافعة لكل تخمين وحدس ، محققة للمعنى ، موفقة على الذي هو أهنى ، مبينة للمراد ، معينة لما يندفع به الإيراد ، اجتهد فيها أتم اجتهاد ، واعتمد ما أبديته له في تقريري أي اعتماد ، ولكن منعه السفر قبل إكماله وحثه على الرجوع الخبر عن بعض آله ، لقاه الله كل خير وكفاه سائر مهماته في الإقامة والسير فاستخلف رفيقه الفاضل الكامل الحسن الشمائل البارع المفيد الفارغ المجيد الشهاب العباسي أحمد بن الشمس محمد بن الفخر عثمان بن جمال الدين الحلبي الحنفي ويعرف بالتبريني ، نفعه الله ونفع به ووصل أسباب الخيرات بسببه ، ورجع به إلى وطنه سالما غانما ، فسمع علي بقراءة غيره في البحث والتقرير والإيضاح والتحرير من الأسماء والكنى إلى آخر الكتاب ، وهو ممسك بيده هذه النسخة بحيث صارت أصلا يرجع إليها ويعول في الكتاب والمطالعة عليها ، وذلك بعد سماع الشهاب المذكور لجل ما قرأه الأول معه ، وأجزت لهما رواية ذلك عني وسائر ما يجوز لي وعني روايته بشرطه ، بل أذنت لهما حبس النسخة في أقاربه وأقرانه ، وإلقائه للطالبين المسترشدين وأسأل كلا منهما في الدعاء لي بخاتمة الخير وإصلاح فساد القلب ، وكان انتهاؤه في ثامن شهر رجب سنة ( 889 هـ . ) ، قاله وكتبه محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان السخاوي الشافعي غفر الله ذنوبه وستر عيوبه ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا لقد تم الكتاب بعونه سبحانه وتعالى وتوفيقه .

التالي السابق


الخدمات العلمية