الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      محمد بن سنجر في " مسنده " : حدثنا سعيد بن سليمان ، حدثنا عباد ، [ ص: 490 ] عن سفيان بن حسين ، عن يعلى بن مسلم ، عن جابر بن زيد ، عن ابن عباس قال : آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الزبير وابن مسعود . قد مر مثل هذا من وجه آخر قوي .

                                                                                      شريك : عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عبد الله قال : كنا إذا تعلمنا من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر آيات لم نتعلم من العشر التي نزلت بعدها حتى نعلم ما فيها - يعني من العلم .

                                                                                      مسعر : عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري قال : سئل علي عن ابن مسعود ، فقال : قرأ القرآن ، ثم وقف عنده ، وكفي به .

                                                                                      وروي نحوه من وجه آخر عن علي وزاد : وعلم السنة .

                                                                                      وأخرج مسلم من حديث الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن أبي الأحوص ، قال : أتينا أبا موسى ، فوجدت عنده عبد الله وأبا مسعود ، وهم ينظرون في مصحف ، فتحدثنا ساعة ، ثم راح عبد الله ، فقال أبو مسعود : لا والله ، لا أعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك أحدا أعلم بكتاب الله من هذا القائم . [ ص: 491 ]

                                                                                      الأعمش : عن زيد بن وهب قال : إني لجالس مع عمر بن الخطاب ، إذ جاء ابن مسعود ، فكاد الجلوس يوارونه من قصره ، فضحك عمر حين رآه ، فجعل عمر يكلمه ، ويتهلل وجهه ، ويضاحكه ، وهو قائم عليه ، ثم ولى ، فأتبعه عمر بصره حتى توارى ، فقال : كنيف ملئ علما .

                                                                                      معن بن عيسى : حدثنا معاوية بن صالح ، عن أسد بن وداعة أن عمر ذكر ابن مسعود ، فقال : كنيف ملئ علما آثرت به أهل القادسية .

                                                                                      عفان : حدثنا وهيب عن داود ، عن عامر أن مهاجر عبد الله كان بحمص ، فجلاه عمر إلى الكوفة ، وكتب إليهم : إني والله الذي لا إله إلا هو آثرتكم به على نفسي ، فخذوا منه .

                                                                                      عبيد الله بن موسى : عن مسعر ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة قال : سافر عبد الله سفرا يذكرون أن العطش قتله وأصحابه ، فذكر ذلك لعمر ، فقال : لهو أن يفجر الله له عينا يسقيه منها وأصحابه أظن عندي من أن يقتله عطشا .

                                                                                      هشيم : حدثنا سيار ، عن أبي وائل أن ابن مسعود رأى رجلا قد أسبل ، [ ص: 492 ] فقال : ارفع إزارك ، فقال : وأنت يا ابن مسعود فارفع إزارك ، قال : إن بساقي حموشة وأنا أؤم الناس . فبلغ ذلك عمر ، فجعل يضرب الرجل ، ويقول : أترد على ابن مسعود ؟ .

                                                                                      معمر : عن زيد بن رفيع ، عن أبي عبيدة قال : أرسل عثمان إلى أبي عبد الله بن مسعود يسأله عن رجل طلق امرأته ، ثم راجعها حين دخلت في الحيضة الثالثة ، فقال أبي : وكيف يفتي منافق ؟ فقال عثمان : نعيذك بالله أن تكون هكذا ، قال : هو أحق بها ما لم تغتسل من الحيضة الثالثة .

                                                                                      قبيصة : حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن حبة بن جوين قال : لما قدم علي الكوفة ، أتاه نفر من أصحاب عبد الله ، فسألهم عنه حتى رأوا أنه يمتحنهم ، فقال : وأنا أقول فيه مثل الذي قالوا وأفضل ، قرأ القرآن ، وأحل حلاله ، وحرم حرامه ، فقيه في الدين ، عالم بالسنة .

                                                                                      وفي " مستدرك الحاكم " من رواية الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي وقيل له : أخبرنا عن عبد الله ، فقال : علم الكتاب والسنة ، ثم انتهى .

                                                                                      وقال الأعمش : عن أبي عمرو الشيباني : إن أبا موسى استفتي في شيء من الفرائض ، فغلط ، وخالفه ابن مسعود ، فقال أبو موسى : لا تسألوني عن شيء [ ص: 493 ] ما دام هذا الحبر بين أظهركم .

                                                                                      وروى نحوه أبو بكر بن عياش ، عن أبي حصين ، عن أبي عطية . وروى غندر عن شعبة ، عن أبي قيس ، عن هزيل بن شرحبيل بنحو ذلك .

                                                                                      يعلى بن عبيد : عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة قال : سمعت أبا موسى يقول : مجلس كنت أجالسه ابن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة .

                                                                                      الثوري : عن الأعمش عن عمارة بن عمير ، عن حريث بن ظهير قال : جاء نعي عبد الله إلى أبي الدرداء ، فقال : ما ترك بعده مثله . سمعها يحيى القطان من سفيان .

                                                                                      أبو حفص الأبار : عن منصور ، عن مسلم ، عن مسروق قال : شاممت أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فوجدت علمهم انتهى إلى ستة : علي ، وعمر ، وعبد الله ، وزيد ، وأبي الدرداء ، وأبي . ثم شاممت الستة ، فوجدت علمهم انتهى إلى علي ، وعبد الله . [ ص: 494 ]

                                                                                      وبعضهم يرويه عن منصور ، فقال : عن الشعبي ، عن مسروق ، وقيل غير ذلك . وقال أبو وائل : ما أعدل بابن مسعود أحدا .

                                                                                      عبد الله بن إدريس : عن مالك بن مغول ، قال : قال الشعبي : ما دخل الكوفة أحد من الصحابة أنفع علما ولا أفقه صاحبا من عبد الله .

                                                                                      وبإسناد " مسند أحمد " : حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن يحيى بن وثاب ، عن مسروق قال : حدثنا عبد الله يوما ، فقال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرعد حتى رعدت ثيابه ، ثم قال نحو ذا أو شبيها بذا .

                                                                                      رواه عبيد الله بن موسى عن إسرائيل فأبدل ابن وثاب بالشعبي .

                                                                                      وروى نحوه مسلم البطين وغيره عن عمرو بن ميمون ، فقال القعنبي : حدثنا سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم ، عن عمرو بن ميمون قال : صحبت عبد الله ثمانية عشر شهرا فما سمعته يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا حديثا واحدا . فرأيته يفرق ، ثم غشيه بهر ، ثم قال نحوه أو شبهه .

                                                                                      مسعر : عن معن بن عبد الرحمن ، عن عون بن عبد الله ، عن أخيه عبيد الله قال : كان عبد الله إذا هدأت العيون ، قام فسمعت له دويا كدوي النحل . [ ص: 495 ]

                                                                                      ابن إسحاق قال : حدثني زياد مولى ابن عياش قال : كان ابن مسعود حسن الصوت بالقرآن .

                                                                                      حميد بن الربيع : حدثنا أبو أسامة ، حدثنا مسعر ، عن عبد الملك بن عمير ، عن زيد بن وهب قال : رأيت بعيني عبد الله أثرين أسودين من البكاء .

                                                                                      الأعمش : عن إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد قال : أكثروا على عبد الله يوما ، فقال : والله الذي لا إله غيره لو تعلمون علمي ، لحثيتم التراب على رأسي . روي من غير وجه .

                                                                                      وفي " مستدرك الحاكم " للثوري ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه قال : قال عبد الله : لو تعلمون ذنوبي ، ما وطئ عقبي اثنان ، ولحثيتم التراب على رأسي ، ولوددت أن الله غفر لي ذنبا من ذنوبي ، وأني دعيت عبد الله بن روثة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية