الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
1007 - " أستودع الله دينك؛ وأمانتك؛ وخواتيم عملك " ؛ (د ت)؛ عن ابن عمر ؛ (صح).

التالي السابق


(أستودع الله) ؛ أي: أستحفظه؛ (دينك) ؛ خاطب به من جاء يودعه للسفر؛ من " الوداع" ؛ بفتح الواو؛ وهو الاستحفاظ؛ وذلك لأن السفر محل الاشتغال عن الطاعات التي يزيد الدين بزيادتها؛ وينقص بنقصانها؛ وقوله: " أستودع" ؛ بقرينة السبب؛ والسياق خبر؛ لا أمر؛ وإن كان معناه صحيحا؛ ويأتي حديث في باب " كان" ؛ أنه كان يقول ذلك وهو واضع يده في يده؛ [ ص: 502 ] فيتأكد ذلك؛ (وأمانتك) ؛ أي: أهلك؛ ومن تخلفه بعدك منهم؛ ومالك الذي تودعه؛ وتستحفظه أمينك؛ وقدم الدين؛ لأن حفظه أهم؛ (وخواتيم عملك) ؛ أي: عملك الصالح؛ الذي جعلته آخر عملك في الإقامة؛ فإنه يسن للمسافر أن يختم إقامته بعمل صالح؛ كتوبة؛ وقربة؛ وخروج عن المظالم؛ وصلاة؛ وصدقة؛ وصلة رحم؛ وقراءة آية الكرسي؛ ووصية؛ واستبراء ذمة؛ ونحوها؛ فيندب لكل من يودع أحدا من المؤمنين أن يفارقه على هذه الكلمات؛ وأن يكررها بإخلاص؛ وتوجه تام؛ فإذا ولى المسافر قال المقيم: اللهم اطو له البعيد؛ وهون عليه السفر؛ كما يأتي.

(د ت؛ عن ابن عمر) ابن الخطاب ؛ أنه كان يقول للرجل إذا أراد سفرا: " ادن مني حتى أودعك؛ كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يودعنا" ؛ وقال الترمذي : صحيح غريب؛ وتبعه المصنف؛ فرمز لصحته؛ ورواه عنه النسائي أيضا؛ فما أوهمه صنيع المصنف من تفرد هذين عن الستة؛ غير سديد.



الخدمات العلمية