نوم : النوم معروف . : النوم : النعاس . نام ينام نوما ونياما ، عن ابن سيده والاسم النيمة ، وهو نائم : إذا رقد . سيبويه . أي تقرؤه حفظا في كل حال عن قلبك أي في حالتي النوم واليقظة ، أراد أنه لا يمحى أبدا بل هو محفوظ في صدور الذين أوتوا العلم ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وكانت الكتب المنزلة لا تجمع حفظا ، وإنما يعتمد في حفظها على الصحف ، بخلاف القرآن فإن حفاظه أضعاف صحفه ، وقيل : أراد تقرؤه في يسر وسهولة . وفي حديث وفي الحديث أنه قال فيما يحكي عن ربه : أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان : عمران بن حصين ، أراد به الاضطجاع ، ويدل عليه الحديث الآخر : فإن لم تستطع فعلى جنب ، وقيل : نائما تصحيف ، وإنما أراد فإيماء أي بالإشارة كالصلاة عند التحام القتال وعلى ظهر الدابة . وفي حديثه الآخر : صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فنائما ، قال من صلى نائما فله نصف أجر القاعد ابن الأثير : قال الخطابي لا أعلم أني سمعت صلاة النائم إلا في هذا الحديث ، قال : ولا أحفظ عن أحد من أهل العلم أنه رخص في صلاة التطوع نائما كما رخص فيها قاعدا ، قال : فإن صحت هذه الرواية ولم يكن أحد الرواة أدرجه في الحديث وقاسه على صلاة القاعد وصلاة المريض إذا لم يقدر على القعود فتكون صلاة المتطوع القادر نائما جائزة ، والله أعلم ، هكذا قال في معالم السنن ، قال : وعاد قال في أعلام السنة : كنت تأولت الحديث في كتاب المعالم على أن المراد به صلاة التطوع إلا أن قوله نائما يفسد هذا التأويل ؛ لأن المضطجع لا يصلي التطوع كما يصلي القاعد ، قال : فرأيت الآن أن المراد به المريض المفترض الذي يمكنه أن يتحامل فيقعد مع مشقة ، فجعل أجره ضعف أجره إذا صلى نائما ترغيبا له في القعود مع جواز صلاته نائما ، وكذلك جعل صلاته إذا تحامل وقام مع مشقة ضعف صلاته إذا صلى قاعدا مع الجواز ، وقوله :
تالله ما زيد بنام صاحبه ولا مخالط الليان جانبه
قيل : إن ( نام صاحبه ) علم اسم رجل ، وإذا كان كذلك جرى مجرى بني شاب قرناها ، فإن قلت : فإن قوله :
ولا مخالط الليان جانبه
ليس علما وإنما هو صفة وهو معطوف على نام صاحبه ، فيجب أن يكون قوله نام صاحبه صفة أيضا - قيل : قد تكون في الجمل إذا سمي بها معاني الأفعال ، ألا ترى أن قوله :
شاب قرناها تصر وتحلب
هو اسم علم وفيه مع ذلك معنى الذم ، وإذا كان ذلك جاز أن يكون قوله :
ولا مخالط الليان جانبه
معطوفا على ما في قوله ( نام صاحبه ) من معنى الفعل .
وما له نيمة ليلة ، عن اللحياني قال : أراه يعني ما ينام عليه ليلة واحدة . ورجل نائم ونؤوم ونومة ونوم ، الأخيرة عن ابن سيده من قوم نيام ونوم ، على الأصل ونيم على اللفظ ، قلبوا الواو ياء لقربها من الطرف ، ونيم عن سيبويه كسروا لمكان الياء ، ونوام ونيام الأخيرة نادرة لبعدها من الطرف ؛ قال : سيبويه
ألا طرقتنا مية ابنة منذر فما أرق النيام إلا سلامها
قال : كذا سمع عن ابن سيده أبي الغمر . ونوم : اسم للجمع عند ، وجمع عند غيره ، وقد يكون النوم للواحد . وفي حديث سيبويه عبد الله بن جعفر : قال للحسين ورأى ناقته قائمة على زمامها بالعرج وكان مريضا : أيها النوم أيها النوم فظن أنه نائم ، فإذا هو مثبت وجعا ، أراد أيها النائم فوضع المصدر موضعه ، كما يقال رجل صوم أي صائم . التهذيب : رجل نوم وقوم نوم وامرأة نوم ورجل نومان كثير النوم . ورجل نومة ، بالتحريك : ينام كثيرا . ورجل نومة : إذا كان خامل الذكر . وفي الحديث حديث علي كرم الله وجهه : أنه ذكر آخر الزمان والفتن ثم قال : إنما ينجو من شر ذلك الزمان كل مؤمن نومة أولئك مصابيح العلماء ، قال أبو عبيد : النومة بوزن الهمزة الخامل الذكر الغامض في الناس الذي لا يعرف الشر ولا أهله ولا يؤبه له . وعن أنه قال ابن عباس لعلي : ما النومة ؟ فقال : الذي يسكت في الفتنة فلا يبدو منه شيء ، وقال : هو الغافل عن الشر ، وقيل هو العاجز عن الأمور ، وقيل : هو الخامل الذكر الغامض في الناس . ويقال للذي لا يؤبه له نومة ، بالتسكين . وقوله في حديث [ ص: 391 ] ابن المبارك سلمة : فنوموا ، هو مبالغة في ناموا ، وامرأة نائمة من نسوة نوم ، عند قال سيبويه : وأكثر هذا الجمع في فاعل دون فاعلة ، وامرأة نؤوم الضحى : نائمتها ، قال : وإنما حقيقته نائمة بالضحى أو في الضحى ، واستنام وتناوم : طلب النوم . واستنام الرجل : بمعنى تناوم شهوة للنوم ، وأنشد ابن سيده للعجاج :
إذا استنام راعه النجي
استنام أيضا : إذا سكن . ويقال : أخذه نوام ، وهو مثل السبات يكون من داء به . ونام الرجل : إذا تواضع لله . وإنه لحسن النيمة أي النوم . والمنام والمنامة : موضع النوم ، الأخيرة عن اللحياني . وفي التنزيل العزيز : إذ يريكهم الله في منامك قليلا وقيل : هو هنا العين لأن النوم هنالك يكون ، وقال الليث : أي في عينك ، وقال : روي عن الزجاج الحسن أن معناها في عينك التي تنام بها ، قال : وكثير من أهل النحو ذهبوا إلى هذا ، ومعناه عندهم إذ يريكهم الله في موضع منامك أي في عينك ، ثم حذف الموضع وأقام المنام مقامه ، قال : وهذا مذهب حسن ، ولكن قد جاء في التفسير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رآهم في النوم قليلا وقص الرؤيا على أصحابه فقالوا صدقت رؤياك يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : وهذا المذهب أسوغ في العربية ؛ لأنه قد جاء : وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم فدل بها أن هذه رؤية الالتقاء وأن تلك رؤية النوم . الجوهري : تقول نمت وأصله نومت بكسر الواو ، فلما سكنت سقطت لاجتماع الساكنين ونقلت حركتها إلى ما قبلها ، وكان حق النون أن تضم لتدل على الواو الساقطة كما ضممت القاف في قلت ، إلا أنهم كسروها فرقا بين المضموم والمفتوح ، قال : قوله وكان حق النون أن تضم لتدل على الواو الساقطة وهم ، لأن المراعى إنما هو حركة الواو التي هي الكسرة دون الواو بمنزلة خفت ، وأصله خوفت فنقلت حركة الواو وهي الكسرة إلى الخاء ، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين ، فأما قلت فإنما ضمت القاف أيضا لحركة الواو وهي الضمة ، وكان الأصل فيها قولت ، نقلت إلى قولت ، ثم نقلت الضمة إلى القاف وحذفت الواو لالتقاء الساكنين ، قال ابن بري الجوهري : وأما كلت فإنما كسروها لتدل على الياء الساقطة . قال : وهذا وهم أيضا وإنما كسروها للكسرة التي على الياء أيضا ، لا للياء ، وأصلها كيلت مغيرة عن كيلت ، وذلك عند اتصال الضمير بها أعني التاء على ما بين في التصريف ، وقال : ولا يصح أن يكون كال فعل لقولهم في المضارع يكيل ، وفعل يفعل إنما جاء في أفعال معدودة ، قال ابن بري الجوهري : وأما على مذهب فالقياس مستمر ؛ لأنه يقول : أصل قال قول بضم الواو ، قال الكسائي : لم يذهب ابن بري ولا غيره إلى أن أصل قال قول ، لأن قال متعد وفعل لا يتعدى واسم الفاعل منه قائل ، ولو كان فعل لوجب أن يكون اسم الفاعل منه فعيل ، وإنما ذلك إذا اتصلت بياء المتكلم أو المخاطب نحو قلت على ما تقدم ، وكذلك كلت ، قال الكسائي الجوهري : وأصل كال كيل بكسر الياء .
والأمر منه نم ، بفتح النون ، بناء على المستقبل لأن الواو المنقلبة ألفا سقطت لاجتماع الساكنين . وأخذه نوام بالضم : إذا جعل النوم يعتريه . وتناوم : أرى من نفسه أنه نائم وليس به ، وقد يكون النوم يعنى به المنام . الأزهري : المنام مصدر نام ينام نوما ومناما ، وأنمته ونومته بمعنى ، وقد أنامه ونومه . ويقال في النداء خاصة : يا نومان أي يا كثير النوم ، قال : ولا تقل رجل نومان ؛ لأنه يختص بالنداء . وفي حديث حذيفة وغزوة الخندق : فلما أصبحت قالت : قم يا نومان ، هو الكثير النوم ، قال : وأكثر ما يستعمل في النداء . قال : وفي المثل أصبح نومان ، فأصبح على هذا من قولك أصبح الرجل : إذا دخل في الصبح ، ورواية ابن جني أصبح ليل لتزل حتى يعاقبك الإصباح ، قال سيبويه الأعشى :
يقولون أصبح ليل والليل عاتم
وربما قالوا : يا نوم ، يسمون بالمصدر . وأصاب الثأر المنيم أي الثأر الذي فيه وفاء طلبته . وفلان لا ينام ولا ينيم أي لا يدع أحدا ينام ، قالت الخنساء :
كما من هاشم أقررت عيني وكانت لا تنام ولا تنيم
وقوله :
تبك الحوض علاها ونهلا وخلف ذيادها عطن منيم
معناه تسكن إليها فتنيمها . وناومني فنمته أي كنت أشد نوما منه . ونمت الرجل بالضم : إذا غلبته بالنوم ، لأنك تقول ناومه فنامه ينومه . ونام الخلخال : إذا انقطع صوته من امتلاء الساق ، تشبيها بالنائم من الإنسان وغيره ، كما يقال استيقظ : إذا صوت ، قال طريح :
نامت خلاخلها وجال وشاحها وجرى الإزار على كثيب أهيل
فاستيقظت منها قلائدها التي عقدت على جيد الغزال الأكحل
وقولهم : نام همه ، معناه لم يكن له هم ، حكاه ثعلب . ورجل نوم ونومة ونويم : مغفل ، ونومة : خامل ، وكله من النوم ، كأنه نائم لغفلته وخموله . الجوهري : رجل نومة ، بالضم ساكنة الواو ، أي لا يؤبه له . ورجل نومة بفتح الواو : نؤوم وهو الكثير النوم ، وإنه لحسن النيمة بالكسر . وفي حديث بلال والأذان : ألا إن العبد نام ، قال ابن الأثير : أراد بالنوم الغفلة عن وقت الأذان ، قال : يقال : نام فلان عن حاجتي : إذا غفل عنها ولم يقم بها ، وقيل : معناه أنه قد عاد لنومه إذا كان عليه بعد وقت من الليل ، فأراد أن يعلم الناس بذلك لئلا ينزعجوا من نومهم بسماع أذانه . وكل شيء سكن فقد نام . وما نامت السماء الليلة مطرا ، وهو مثل بذلك ، وكذلك البرق ، قالساعدة بن جؤية :
حتى شآها كليل موهنا عمل بات اضطرابا وبات الليل لم ينم
ومستنام الماء : حيث ينقع ثم ينشف ، هكذا قال أبو حنيفة ينقع ، والمعروف يستنقع ، كأن الماء ينام هنالك . ونام الماء : إذا دام وقام ، ومنامه حيث يقوم . والمنامة : ثوب ينام فيه ، وهو القطيفة ، قال : الكميت
[ ص: 392 ]
عليه المنامة ذات الفضول من القهز والقرطف المخمل
وقال آخر :
لكل منامة هدب أصير
أي متقارب . وليل نائم أي ينام فيه ، كقولهم يوم عاصف وهم ناصب ، وهو فاعل بمعنى مفعول فيه . والمنامة : القطيفة ، وهي النيم ، وقول تأبط شرا :
نياف القرط غراء الثنايا تعرض للشباب ونعم نيم
قيل : عنى بالنيم القطيفة ، وقيل : عنى به الضجيع ، قال : وحكى المفسر أن العرب تقول هو نيم المرأة وهي نيمه . والمنامة : الدكان . ابن سيده علي كرم الله وجهه : دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا على المنامة ، قال : يحتمل أن يكون الدكان وأن يكون القطيفة ، حكاه وفي حديث الهروي في الغريبين . وقال ابن الأثير : المنامة هاهنا الدكان التي ينام عليها ، وفي غير هذا هي القطيفة ، والميم الأولى زائدة . ونام الثوب والفرو ينام نوما : أخلق وانقطع . ونامت السوق وحمقت : كسدت . ونامت الريح : سكنت ، كما قالوا : ماتت . ونام البحر : هدأ ، حكاه الفارسي . ونامت النار : همدت ، كله من النوم الذي هو ضد اليقظة . ونامت الشاة وغيرها من الحيوان إذا ماتت . وفي حديث علي أنه حث على قتال الخوارج فقال : إذا رأيتموهم فأنيموهم أي اقتلوهم . وفي حديث غزوة الفتح : فما أشرف لهم يومئذ أحد إلا أناموه أي قتلوه . يقال : نامت الشاة وغيرها إذا ماتت . والنائمة : الميتة . والنامية : الجثة . واستنام إلى الشيء : استأنس به . واستنام فلان إلى فلان إذا أنس به واطمأن إليه وسكن فهو مستنيم إليه . : واستنام بمعنى نام ، قال ابن بري حميد بن ثور :
فقامت بأثناء من الليل ساعة سراها الدواهي واستنام الخرائد
أي نام الخرائد . والنامة : قاعة الفرج . والنيم : الفرو ، وقيل : الفرو القصير إلى الصدر ، وقيل له نيم أي نصف فرو ، بالفارسية قال رؤبة :
وقد أرى ذاك فلن يدوما يكسين من لين الشباب نيما
وفسر أنه الفرو ، ونسب هذا الرجز ابن بري لأبي النجم ، وقيل : النيم فرو يسوى من جلود الأرانب ، وهو غالي الثمن ، وفي الصحاح : النيم الفرو الخلق . والنيم : كل لين من ثوب أو عيش . والنيم : الدرج الذي في الرمال إذا جرت عليه الريح ، قال : ذو الرمة
حتى انجلى الليل عنا في ملمعة مثل الأديم لها من هبوة نيم
قال : من فتح الميم أراد يلمع فيها السراب ، ومن كسر أراد تلمع بالسراب ، قال : وفسر النيم في هذا البيت بالفرو ، وأنشد ابن بري ابن بري للمرار بن سعيد :
في ليلة من ليالي القر شاتية لا يدفئ الشيخ من صرداها النيم
وأنشد لعمرو بن الأيهم :
نعماني بشربة من طلاء نعمت النيم من شبا الزمهرير
قال : ويروى هذا البيت أيضا : ابن بري
كأن فداءها إذ جردوه وطافوا حوله سلك ينيم
قال : وذكره ابن ولاد في المقصور في باب الفاء : سلك يتيم ، والنيم : النعمة التامة . والنيم : ضرب من العضاه . والنيم والكتم : شجرتان من العضاه . والنيم : شجر تعمل منه القداح . قال أبو حنيفة : النيم شجر له شوك لين وورق صغار ، وله حب كثير متفرق أمثال الحمص حامض ، فإذا أينع اسود وحلا ، وهو يؤكل ، ومنابته الجبال قال ساعدة بن جؤية الهذلي ووصف وعلا في شاهق :
ثم ينوش إذا آد النهار له بعد الترقب من نيم ومن كتم
وقال بعضهم : نام إليه بمعنى هو مستنيم إليه . ويقال : فلان نيمي إذا كنت تأنس به وتسكن إليه ، وروى ثعلب أن أنشده : ابن الأعرابي
فقلت تعلم أنني غير نائم إلى مستقل بالخيانة أنيبا
قال : غير نائم أي غير واثق به ، والأنيب : الغليظ الناب يخاطب ذئبا . والنيم بالفارسية : نصف الشيء ، ومنه قولهم للقبة الصغيرة : نيم خائجة أي نصف بيضة ، والبيضة عندهم خاياه ، فأعربت فقيل خائجة . ونومان : نبت ، عن وهذه التراجم كلها أعني نوم ونيم ذكرها السيرافي في ترجمة نوم ، قال : وإنما قضينا على ياء النيم في وجوهها كلها بالواو لوجود ( ن و م ) وعدم ( ن ي م ) وقد ترجم ابن سيده الجوهري نيم ، وترجمها أيضا . ابن بري