الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعض السمات والأشكال للاكتئاب النفسي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشعر بحالة نفسية سيئة جداً، وصلت بي إلى كره الناس الذين حولي: أهلي وأهل زوجي، ولا أشعر بالاستمتاع بالجلوس معهم أو الحديث إليهم! يصل بي الكره أحياناً لزوجي، وفي حالات الضيق أبدأ بالصراخ على أبنائي، حتى إنهم بدؤوا يشعرون بضيقي، فيحاولون الابتعاد عني، فما هو الحل؟

يرافق هذا الشعور الإحساس الدائم بالتعب، مع ألم في الرجلين وصداع، حتى إن هذه الأحاسيس بدأت تؤثر على حياتي! فما هو الحل؟ وما تشخيص الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه المشاعر السالبة حيال أهلك وأهل زوجك وأولادك وأسرتك، وعدم مقدرتك على التحمل، وكذلك الشعور بالتعب والآلام الجسدية، هو دليل على أنك تعانين في أغلب الظن من اكتئاب نفسي، والاكتئاب النفسي قد يكون في شكل شعور بالكدر، والأحزان وعسر المزاج، والسوداوية، ومن سماته أيضاً عدم القدرة على التحمل، وافتقاد القدرة على مواكبة الحياة، وضعف الاستمتاع بجمالياتها، أما الآلام الجسدية فلا شك أنها أحد المكونات الرئيسة للاكتئاب النفسي.

الحل -أيتها الفاضلة الكريمة- هو أن تتقدمي وتذهبي إلى طبيب نفسي، والحمد لله هم كثر في الأردن، والطبيب النفسي سيقوم بإجراء بعض الفحوصات الأساسية، مثل فحص نسبة الدم، وكذلك التأكد من إفراز هرمون الغدة الدرقية؛ لأن اضطراب هرمون الغدة الدرقية قد تنشأ عنه أيضاً أعراض نفسية شبيهة ومماثلة للأعراض التي تعانين منها، وفي نهاية الأمر سوف يقوم الطبيب بوصف العلاج الدوائي اللازم لك، وبفضل الله تعالى توجد أدوية كثيرة جداً مضادة للاكتئاب، وهي فاعلة وسليمة وجيدة جداً.

هنالك أيضاً نوع من التوجيه والإرشاد الضروري، وهو أن المشاعر السلبية هذه يجب أن لا تتقبليها، أنا أعرف أنها أفكار مستحوذة وسخيفة، وملحة عليك، ولكن يجب أن يكون هنالك نوع من الصد والدفاع المضاد لهذه الأفكار، ويأتي هذا من خلال التأمل الإيجابي، تأملي في حياتك، سوف ترين أن هنالك أشياء جميلة، أنت ذكرت أنك تكثرين من الصراخ على أبنائك، أنا أعرف أنك مجبرة على هذا، أو هذا ليس تحت إرادتك كاملاً، لكن بالإمكان أن يعدل هذا، بأن تتأملي في ذريتك، وأنها نعمة من نعم الله تعالى، وكم من الناس قد حرموا من مثل هذه النعمة، هذه التأملات الإيجابية البسيطة في شكلها والكبيرة في محتواها، تؤدي إلى تفكير إيجابي جيد، والتفكير الإيجابي -إن شاء الله- يقلل الضيق، ويقلل الشعور بعدم الارتياح.

أيتها الفاضلة! عليك بإدارة الوقت بصورة جيدة، قسمي وقتك حول واجباتك المنزلية والزوجية، وكذلك أخذ قسط كاف من الراحة والتواصل الاجتماعي، وصلة الأرحام، وأن تعطي العبادة حقها، هذا -إن شاء الله- يجعلك تحسين بالرضا؛ لأنه هنالك نوع من الإنجاز الذي تم.

ممارسة الرياضة وجد أنها ذات قيمة كبيرة جداً في إزالة الآلام، والإجهاد الجسدي والنفسي، فأرجوا أن تهتمي كثيراً بهذا الأمر، فأنت -والحمد لله- لديك عمل ووظيفة، فعليك بالتركيز في وظيفتك ومحاولة تطوير الذات وتنميتها، هذا إن شاء الله يعطيك أيضاً مشاعر إيجابية.

الأدوية ضرورية جداً في حالتك، وإذا تمكنت من مقابلة الطبيب فهذا أمر جيد، وإن لم تتمكني من ذلك فأرجو أن تتواصلي معي، ولكن من الضروري أن تجري فحص الغدة الدرقية، للتأكد من مستوى الهرمون، وكذلك من مستوى قوة الدم لديك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً