الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخطوبة وأفقد الثقة بنفسي فكيف الخلاص؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا جزيتم عنا خير الجزاء.

مشكلتي تتلخص في أني قليلة الثقة بنفسي, سريعة الانفعال والبكاء, خاصة عندما أشعر بالظلم والاضطهاد, لا أستطيع أن أعبر عن نفسي بالكلمات, أشعر بانقباض وأبكي, وأنا أيضا كثيرة الخوف والقلق.

أنا حاليا مخطوبة, ويصيبني القلق من أني لن أسعد خطيبي, أو أني غير أهل لتحمل مسؤولية بناء أسرة, أو أني لا أجيد معاملة أهله, ترعبني المشاكل عندما ينتقد تصرفا ما لي, وأشعر بأن يوما ما سيأتي ويكرهني ويتركني.

وفي نفس الوقت أغضب منه كثيرا, وأستمتع عندما يحاول مصالحتي, وكأن مصالحته تطمئنني أنه يريدني حقا, وأنني شخص يستحق الاهتمام, وإن لم أجد منه ذلك الاهتمام أحزن بشدة, وكأن الدنيا قد اسودت بعيني, والعكس إن اهتم بي.

أكره تلك الاتكالية في, وأبكي وأنا أراسلكم الآن, وأشعر بأني شخص ضعيف للغاية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا.
إن بعض القلق, أو التردد, أو الارتباك الذي تشعرين به لا شك سيزول مع الوقت من خلال لقاء الناس, والحديث معهم، وليس من خلال تجنب الناس واعتزالهم.

من الطبيعي أن يكون عندك بعض التردد أو القلق وأنت مقبلة على أمر كبير, وهو الزواج, ومن ثم الإنجاب، ولكن هذا القلق إنما هو قلق إيجابي ليدفعنا إلى بذل الجهد والسعي، وليس إلى تعطيل المشروع بالكلية.

ستأتيك بين الحين والآخر بعض الشكوك والأفكار فيما سيمكنك إسعاد زوجك، وإيجاد الجو المناسب من التفاهم بينكما، وبعض هذه الأفكار طبيعية ومتفهمة أمام هذا المشروع الكبير.

ومن الطبيعي أن أمامكما، أنت وخطيبك أو الذي سيكون زوجك، أمامكما معا مهمة إقامة العلاقة الحسنة من التفاهم بينكما، ولا شك أن علاقتكما ستمر بارتفاعات وانخفاضات، حتى تستقر الحال وتنشأ بينكما تلك العلاقة المستقرة من المودة والرحمة، كما ذكر الله تعالى.

وأوافقك على الخوف في موضوع تربية الأولاد التربية السليمة، وإنما السؤال كيف يمكن أن نجعل هذا الخوف أمرا إيجابيا, بحيث يدفعنا لاتخاذ كل الأسباب للتربية السليمة, من اكتساب الخبرة في مهارات التربية، سواء عن طريق حضور دورة تدريبية في "تدريب الوالدية" أو من خلال قراءة كتب التربية، أو استشارة خبراء التربية.... وكيف يجعلنا هذا الخوف نحسن السلوك والتصرف مع أولادنا، وكيف نقضي معهم الوقت الذي يحتاجون، وهكذا أمور كثيرة تحوّل الخوف لطاقة إيجابية بناءة.

وأدعوه تعالى أن يبارك في زواجكما عما قريب، وأن يرزقكما الذرية الصالحة، وأن يبارك لكما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً