السؤال
أنا رجل, شبه بدين الجسد, عمري 27 سنة، متزوج, بدأت حياتي بأسرة محافظة، ويغلب عليها جانب الشدة في التعامل والقسوة, تعرضت للضرب أثناء صغري والإهانات, لا أتذكرها كثيراً, نشأت وفي قلبي الكثير من الغيرة مع من حولي, كنت سريع الغضب، وأحمل في قلبي الكثير من الهموم والحقد على الآخرين، كنت منطوياً في الغالب ولا أطيق الولوج مع الجماعات, صعب التعامل, قليل الأصدقاء, أهتم بالتدقيق على الآخرين وأنتقدهم بشدة, طبعي عاطفي, وما أتذكر مواقف حزينة سرعان ما يدمع لها قلبي وتكتمها عيني, أتميز بالذكاء والعمل الجيد, هكذا بدأت حياتي.
وبعد تخرجي من الجامعة اكتشفت سراً كامناً لم أعلم به, حينما ذهبت لكي أعمل مقابلة شخصية لوظيفة وأثنائها ارتعش جسمي، وأسرعت ضربات قلبي بشدة، وتصبب العرق مني، وعجز لساني عن الكلام!
حاولت اكتشاف الأمر إلا أنني لم أعلم ماذا يحدث لي! حاولت تجاوز هذه الحالة, وبعد فترة من الزمن أسند إلي إلقاء كلمة أمام الناس, الأمر الذي شعرت به من جديد وبشدة أكثر من سابقتها؛ حيث عجزت عن الحديث وثقل لساني! وصارت المواقف لمثل هذه الحالة تتوالى نظراً لتقدم سني ولزوم الاختلاط بالناس, ثم بدأت تتطور الحالة إلى أن صعب الأمر بشكل كبير, الأمر الذي جعلني ألجأ إلى طبيب نفسي في مركز معروف شمال الرياض, الذي زادني بؤساً ومرارةً حيث كانت جلساته مرتفعة القيمة، عديمة الفائدة, جلست عنده تسع جلسات وفي كل جلسة يلعب في جهاز البلاكبيري ويعطيني ورقة تمرين تنفس في نهاية كل جلسة! مللت منه وتركت زيارته! ثم تطورت الحالة حيث أني كنت أصلي بالناس في بعض الأحيان, وأما الآن فإن لساني صار ثقيلاً بقوة خفقان القلب, وكذلك إذا كان هناك حديث فيه شدة في الحوار أحس بأني لا أستطيع إكمال الحديث وكأن بي بكاء, إضافة إلى وجود رعشة بجانب الشفتين.
الآن أنا لا أستطيع أن أؤم الناس، ولا أستطيع أن ألقي أمامهم, وأرتبك عند لقاء الناس، وتتنوع هذه الحالة بأن تكون أحياناً شديدة وأحياناً خفيفة, وفي فترات تذهب مع استمرار الحديث، مع أني كثير النسيان، بالإضافة إلى أني أحرج كثيراً أثناء الحديث مع الآخرين، ولا أعرف أنطق الكلمات المناسبة للرد عليهم، الأمر الذي جعلني أسكت وأكتفي بابتسامة.
كما أني أخاف من اللوم والنقاش الحاد والمواجهة -أحياناً- أو التهيؤ لها, والظلام، لا أستطيع الانتظار, أود بعون الله أن أخلع هذا الهاجس عن جسدي، أود أن أكون طبيعيا، أود أن أكون متحدثاً.