الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني التخلص من الأرق والقلق بلا أدوية؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الأرق والخوف والقلق الشديد منذ سنة، وبسبب حلم مزعج، وقد نسيت الحلم، ولكن الأرق مستمر معي، وهو أرق متقطع وليس دائما، بحيث أعاني منه يوما، واليوم الثاني يكون عاديا، وكلما وضعت رأسي على المخدة أحس بدقات قلبي سريعة بسبب القلق، وأشعر بالخوف والتوتر من أن لا أنام، وصرت أكره السهر؛ لأنه يذكرني بالفترة التي مررت بها، وكلما تذكرت أنني أضعت سنة من عمري في الخوف والقلق أتضايق جدا وأخشى أن تستمر المشكلة معي مدى العمر.

لا أحس بخمول ولا باكتئاب، حتى أنني أخرج كثيرا، وأنا اجتماعية جدا، لكنني وقت النوم أعاني من حالة القلق، ولا أحب النوم خارج المنزل، كما لا أحب السهر، وحتى غرفتي لم أعد أنام فيها؛ لأن عقلي ربط بين القلق والنوم في هذه الغرفة، علما أنني لا أعاني من أية مشكلة سواء مادية أو جسدية أو غيرها.

مشكلتي يا دكتور أنني لا أستطيع أن أنسى تلك الفترة من عمري، وأخشى أن تستمر ذكراها معي، حيث أنني في اليوم الذي أنام بسرعة وبلا أرق أكون طبيعية جدا وسعيدة، وأنا فعلا لا أعرف ما سبب هذا الأرق، وهذه مشكلتي الوحيدة، ولا أريد أن أدخل في متاهات أدوية القلق، أو أي دواء إدماني، فهل يمكنني أن آخذ بنادول نايت؟ أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ manal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله تعالى أنت لا تعانين من أي اكتئاب نفسي، وهذا أمر طيبٌ وجميل؛ لأن الاكتئاب النفسي من أكثر مسببات الأرق، والقلق النفسي أيضًا من مسببات الأرق الرئيسية، ولا أرى أنك تعانين من قلق نفسي شديد، ربما تكون بعض التوترات النفسية البسيطة المتعلقة بشخصيتك، وهذه ربما تكون قد ساهمت في نوع الأرق الذي تعانين منه.

الشيء المطلوب منك – أيتها الفاضلة الكريمة – هو: أن تُصححي مفاهيمك حول النوم، أولاً لا توسوسي حول النوم، اعرفي أن النوم حاجة بيولوجية تأتي للناس، ولا تبحثي عن النوم، دعي النوم يبحث عنك، هذه فلسفة معقدة بعض الشيء، لكنها حقيقة ومجربة ومفيدة.

النقطة الأخرى هي:
أولاً: أن تحرصي على صحتك النومية من خلال تطبيق الآتي:
1) حاولي أن تكوني في وضع استرخائي قبل النوم.
2) اجلسي على كرسي.
3) اقرئي شيئا طيبا.
4) وحين تحسين بالنعاس اذهبي إلى النوم، أنت ذكرت أنه ليس لديك مشكلة في بدايات النوم وأن نومك سريع، هذا أمر جيد جدًّا وسوف يُساعدك.

5) الحرص على أذكار النوم، نعم جميعنا يُردد أذكار النوم، لكن في بعض الأحيان نُرددها بسطحية تامة، لا، هذا مرفوض، أذكار النوم يجب أن نتأملها، ويجب أن نتيقنها، ويجب أن نجعلها عادتنا، -أيتها الفاضلة الكريمة-، فهي استرخائية، هي مطمئنة للذات، لذا حين تسري هذه الطمأنينة في بالك وفي خاطرك وأنت نائمة على شقك الأيمن، أنت في كنف الله وفي حفظه، قطعًا سوف يأتيك النوم.

ثانيًا: تجنبي النوم النهاري.

ثالثًا: تجنب الميقظات، وهي: الشاي والقهوة والبيبسي والكولا، وحتى الشكولاتة تحتوي على الكافيين، وقد تكون ميقظة جدًّا، فتجنبيها.

رابعًا: حسن إدارة الوقت، كثير من الناس لا ينامون نومًا صحيحًا لأنهم لا ينظمون أوقاتهم، حين يذهبون إلى الفراش تأتيهم أفكار هنا وهنا (أخفقتُ في ذاك، لم أقم بهذا، ماذا أعمل؟) لا لهذه الأمور. أحسني إدارة وقتك، وهذا سوف يُساعدك على النوم.

خامسًا: ممارسة أي نوع من الرياضة الخفيفة التي تناسب الفتاة المسلمة، وتجنبي الرياضة الليلية، الرياضة الليلية قد تزيد من اليقظة.

سادسًا: عليك بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جدًّا، تمارين التنفس التدرجي، تمارين قبض وإطلاق العضلات، وموقعنا أعدَّ استشارة واضحة جدًّا وسهلة التطبيق، سوف تكون مفيدة لك، وهي تحت رقم (2136015) فأرجو ألا تتهاوني في تطبيقها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأنت لست في حاجة لعلاج دوائي، كل المطلوب هو أن تطبقي ما ذكرته لك سلفًا، وأسأل الله لك نومًا هنيئًا وسعيدًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً