الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصابة بنوبات هلع وخوف من الموت لدرجة الجنون!

السؤال

السلام عليكم..

أرجو منكم إفادتي في أمري، وأدعو الله أن أجد لديكم الحل والعلاج، وسأكتب لكم ما أعاني منه في عدة نقاط.

1- دوخة، توهان، عدم اتزان، وهذا منذ حوالي 4 شهور، وقد حدث بعد أن كنت يوما في السوق، وشعرت بدوخة شديدة وثقل في اليدين والساقين، وعلمت بعدها أنه بسبب المضاد الحيوي الذي كنت أتناوله، ولكني من يومها لم أعد كما كنت من قبل، وعانيت من التوهان والدوخة منذ 3 سنين، وأجريت أشعة على المخ، وفحصاً للنظر، وكان كل شيء سليما بفضل الله، وبعد شهر شفيت ولله الحمد.

2- منذ 3 شهور كنت في السيارة عندما حدث لي شيء غريب ومؤلم جدا، وهو إحساسي بأنني سأموت، مع شعوري بثقل في النفس وأني أريد الهرب، ومشاعر أخرى انتابتني لا أستطيع وصفها، ولكن لم يكن يؤلمني شيء.

وقد قرأت عن نوبات الهلع فاطمأننت قليلاً، فهذه النوبة تأتيني بين فترة وأخرى ولكنها مؤلمة جدا، ومهما حاولت أن أقنع نفسي بأن ما أعاني منه حالة نفسية لا أشعر بأي تحسن، بل على العكس، فوقتها لا أستطيع حتى التفكير أو التحدث أو سماع أي شيء.

أريد الانفصال عما حولي، وعندما أحاول التحدث يخرج صوتي مرتعشا، وفي مرة من هذه النوبات وجدت ضغطي عال جدا، رغم أني -والحمد لله- لست مصابة بالضغط.

3- رعشة داخلية، وأحياناً أجد الأشياء تقع من يدي.
4- حركات في الرأس لا إرادية.
5- توتر، وأحيانا يكون شديدا جدا، والرغبة في الجلوس في مكان منعزل بدون أي مؤثرات خارجية، وإذا لم أستطع الانعزال؛ أشعر كأن قلبي سيتوقف، أو أنه سيحدث لي شيء.

6- أقوم فزعة من النوم، ولكن بدون أحلام أو كوابيس مزعجة، لكنها تأتيني كل فترة، واليوم الذي تأتيني فيه تتكرر كثيرا، ولا أستطيع النوم إلا بصعوبة، وكالعادة أشعر كأن قلبي سيتوقف وأني سأموت، ولكن لا أعاني من سرعة ضربات القلب، ولكن شعوري بتوقف قلبي ينتابني عندما أصاب بالإرهاق وقلة النوم، فهل لذلك علاقة؟

وجاءتني مرتين بأفكار عجيبة غريبة لا توصف، ولكني شعرت أني سأجن، وشعرت بأني لا أستطيع السيطرة على نفسي، ولا على أفكاري، وأحاول دائماً المحافظة على أذكار النوم وسماع القرآن وقت النوم.

7- أنا قليلة البكاء جداً، فهل هذا له علاقة بالتوتر الشديد الذي أشعر به؟
8- قشعريرة.
9- الخوف من الخروج من المنزل أو الاختلاط مع الناس، رغم أني أمارس حياتي طبيعية بقدر المستطاع لكي لا يلاحظ أحد شيئا مما أنا فيه، ولكني أحيانا عند الخروج أشعر بثقل في الساقين، ووخز ناحية القلب، ودوخة شديدة.
10- أشعر بسخونة.
11- صعوبة بلع الريق، ولكنها تأتي قليلاً.
12- ثقل في النفس، وكأن شيئاً على صدري، مع إحساس بانقباض في صدري وقلبي.
13- أخذت كونكور 2.5 يومياً، وحاليا قللت الجرعة يوماً ويوماً، وآخذ ستابلون يومياً مساء بعد أن كنت آخذه صباحاً ومساء، ولا أعلم إن كنت تحسنت أم لا؟ لأني في بعض الأحيان أشعر أنني إنسانة طبيعية جدا، وأحيانا أخرى أشعر بتعب في كل شيء، ولا أستطيع أن أمارس حياتي بصورة طبيعية مثلما كنت قبل 4 شهور.

أنا أم، ولدي أطفال، وأخاف ألا أستطيع تربيتهم تربية سليمة سوية بسبب ما أنا فيه، وأخاف ألا أعود كما كنت، وتأتيني لحظات أخاف أن أفقد عقلي فيها، أدعو الله تعالى أن أجد لديكم حلا أو علاجا لما أنا فيه.

أجريت تحليلا للدم، وذهبت لدكتور الأنف والأذن، وكان كل شيء سليما، فهل أحتاج إلى الذهاب إلى دكتور مخ وأعصاب؟

أعتذر إن كان كلامي غير مرتب، ولكنني بذلت مجهودا لكي لا أنسى شيئا مما أعاني منه.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rose حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

محتوى رسالتك واضح جدًّا، وعبَّرت عن شكواك في نقاط أراها كلها مهمَّة، وبناء على ما ورد برسالتك أستطيع أن أقول: بالفعل لديك قلق مخاوف، ومخاوفك تُقسَّم إلى ثلاثة أقسام:
• هنالك قلق عام.
• هنالك ما يسمى برهاب الساح، وهو الخوف والقلق حين يخرج الإنسان من أمان المنزل، أو يكون في الأسواق أو أماكن التجمعات.
• هنالك نوبات هرع أو فزع، والتي أتتك وأنت في السيارة.

إذًا الحالة كلها قلق مخاوف وليس أكثر من ذلك، والفحوصات -بحمد لله تعالى- وكما هو متوقع سليمة مئة بالمئة. أريدك أن تكوني أكثر اطمئنانًا، وألا توسوسي، وأن تكوني إيجابية التفكير، وأريدك أن تذهبي إلى الطبيب النفسي ليتم تدريبك على تمارين الاسترخاء، وكيفية التفكير الإيجابي.

عقار (ستبالون Stablon) والذي يسمى علميًا باسم (تيانيبتين Tianeptine) ليس هو الدواء المثالي في حالتك، هنالك أدوية ممتازة لعلاج قلق المخاوف، منها: (زولفت Zoloft)، والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، و(سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، و(زيروكسات Seroxat) والذي يسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، كلها أفاعلة وممتازة، وإن شاء الله تعالى يختار لك الطبيب ما يناسبك.

الـ (كونكور Concor) والذي يعرف علميًا باسم (بيزوبرولول Bisoprolol)، هو علاج جيد وممتاز لتخفيض ضربات القلب الناتجة من المخاوف القلقية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً