الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء الأم على ولدها بدون قصد

السؤال

استيقظت ليلا، ولم أستطع أن أستيقظ لصلاة القيام فبقيت أدعو الله مع العلم أني كنت شبه مستيقظة وعند الدعاء تفاجأت بلساني يردد ـ اللهم اجعله ضالا ولا تجعله مهتديا وكذلك اللهم ارزقه صحبة سوء ولا ترزقه صحبة خير، فاستغفرت الله وصححت دعائي وأنا أردد العبارات الصحيحة، وأرجو الله أن لا يتقبل مني ما قلت وأنا شبه مستيقظة، وكان هذا الدعاء لابني ابن الحادية عشر، فما رأيكم هل يتقبل الله مني ذلك الدعاء الذي لم أكن اقصد أن أدعو به؟ أم أنه سبحانه يعلم ما في صدري ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أن دعاء الأم على ولدها مستجاب لثبوت ذلك في الحديث الصحيح، كما تقدم تفصيله في الفتوى رقم: 70101.

وقد يقع الدعاء مستجابا ولو من غير قصد الداعي، ومن الأدلة على ذلك ما ثبت فى الصحيحين واللفظ للبخاري عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه.

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قوله « لعله يستغفر » أي يريد الاستغفار « فيسب » يعني يدعو على نفسه. وصرح به النسائي في رواية من طريق أيوب عن هشام. انتهى

وفي شرح الزرقانى على الموطأ : قوله ( لعله يذهب يستغفر ) أي يدعو برفعهما ( فيسب نفسه ) أي يدعو عليها، ففي النسائي من طريق أيوب عن هشام يدعو على نفسه وهو بالنصب جوابا للعل، والرفع عطفا على يستغفر. قال الطيبي: والنصب أولى لأن المعنى يطلب من الله الغفران لذنبه ليصير مزكى فيتكلم بما يجلب الذنب فيزيد العصيان على العصيان وكأنه قد سب نفسه. وجعل ابن أبي جمرة علة النهي خشية أن يوافق ساعة إجابة. انتهى.

وكما أن دعوة الوالدين على أولادهما مستجابة، كذلك الدعاء لهم مستجاب. وعليه، فأكثري من الدعاء للولد المذكور. وراجعي الفتوى رقم: 81093.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني