الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيادة الوساوس بسبب الاستمناء يؤكد وجوب البعد عنه

السؤال

أنا أمارس العادة السرية منذ زمن، وفي نفس الوقت مريض بالوسواس القهري، وتأتيني أفكار كفرية قذرة عن الذات الإلهية بسبب هذا المرض، لكن تكون ملازمة لعملية الاستمناء يعني هو سببها الأول المرض؛ لأنني أنا فعلا كاره لها أشد الكره، والسبب الثاني هو عملية الاستمناء فتعطيني إحساس أن المتعة الناتجة عن الاستمناء هي كفر، وترتبط بأشياء مقدسة كالقرآن والخالق والعياذ بالله، فهل إصراري على عملية الاستمناء يجعلني أصبح مؤاخذا على هذه الأشياء وأنا كاره لها؟ أم أكون محاسبا فقط على عملية الاستمناء وأي شيء يأتي لي غصبا بسببها لا أكون محاسبا عليه؟ أي أكون أنا مع كل ممارسة للاستمناء أكون قد كفرت في هذا الشيء أم لا؟ وماذا لو تزوجت وأنا في هذا الحال؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله عز وجل أن يعافيك مما أنت فيه، واعلم أنك لست مؤاخذاً بتلك الوساوس ما لم يترتب عليها قول أو عمل، لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم.

وإذا كنت تكره هذه الأفكار الكفرية فإن هذا دليل إيمان، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه، قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. ووجود هذه الوساوس وزيادتها بسبب الاستمناء يؤكد وجوب البعد عن الاستمناء، وعليك أن تستحي من اطلاع الله عليك وأنت ترتكب هذه العادة السيئة، ثم تستحي منه أيضاً لاطلاعه على ما يجول في قلبك من هذه الأفكار، قال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ {ق:16}، وإن كان الله سبحانه بعفوه ورحمته ومنه وكرمه لا يؤاخذك بمجردها، فاستح من الله حق الحياء، ولا تجعله أهون الناظرين إليك.. وانظر حكم الاستمناء والوسائل التي تساعد على التخلص منه في الفتوى رقم: 7170.

وأما الزواج فعليك بالمبادرة إليه، ودع عنك المخاوف والاهتمام بأي وساوس قد تأتيك من هذا الجانب، بل إننا نرجو أن يكون الزواج خير معين لك على الخير.. روى الترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم؛ المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. وقد سبقت الإجابة عن مسألة شبيهة بمسألتك في الفتوى رقم: 112696 فارجع إليها، وراجع أيضاً الفتوى رقم: 116946.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني