الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رطوبة الفرج حكمها وما تفعل المرأة إذا خرجت منها بلا توقف

السؤال

بالأمس كنت نائمة بعد العصر وحينما استيقظت جلست دقيقة تقريبا أوأكثر ثم قمت لأتوضأ فأحسست أن إفرازات نزلت مني، فذهبت لأتحقق منها فوجدت سائلا يشبه المياه نزل مني وأنا لا أذكر أثناء نومي أنني احتلمت فصليت العصر والمغرب، ولكن لشكي اغتسلت وصليت العشاء والقيام، ثم نمت وقبل أن أنام راودني شعورأنه نزل مني شيء، ولكنني لم أتحقق منه ونمت ولم أر ما هو؟ ولم أكن أفكر في شهوة ولا في أي شيء ونمت، وحين تيقظت ذهبت لأتحقق وأتوضأ فوجدت سائلا كالسابق وأنا أيضا لا أذكر احتلاما ولم أكن حينها أفكر في الشهوة، ولكنني هذه المرة لم أغتسل لأحارب شكوكي هذه، ولكنني أخاف على صيامي ـ ونحن أيضا في العشرالأواخر ـ فأنا أصلي وأقرأ القرآن، ولكنني خائفة أن أكون على غير طهارة.
ملحوظة: هذه الأيام تنزل مني إفرازات مثل الزلال شفافة ويشوبها بياض بسيط وهذه الإفرازات تأتي بدون شهوة، فأنا كنت ذاهبة إلى المسجد وشعرت أن شيئا كهذا نزل مني فرجعت من الطريق، لأنني لن أستطيع الوضوء في المسجد وصليت بالبيت، ولكن لا أعرف، هل ما نزل منى بعد النوم كهذا الذي ينزل وأنا مستيقظة لا أذكر إن كان مثله أم لا؟ مما يجعلني أيضا لا أريد أن أغتسل لأني أتشكك في طهارتي وصلاتي كثيرا فمن الممكن أن أغتسل وأرجع وأشك ثانية، فماذا علي أن أفعل؟ وهل يلزمني الغسل؟.
وإن ذهبت إلى المسجد ونزلت هذه الإفرازات لا يمكنني أن أصلي بها؟ وهل يجب على تغيير ملابسي؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيظهر أنك مصابة بشيء من الوسوسة فالذي ننصحك به هو الإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601، وهذه الإفرازات التي وصفت في سؤالك الظاهر أنها مما يعرف عند العلماء برطوبات فرج المرأة وهي طاهرة على الراجح فلا يلزم تطهيرالبدن ولا الثياب منها، ولكنها ناقضة للوضوء، وإذا كانت دائمة الخروج بحيث لا يعلم أنها تتوقف وقتا يتسع لفعل الطهارة والصلاة فحكمها حكم السلس، فيجب على المرأة أن تتوضأ لكل صلاة بعد دخول الوقت وتصلي بوضوئها ذاك الفرض وما شاءت من النوافل، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 110928، ولمعرفة صفة مني المرأة والفرق بينه وبين المذي أو الإفرازات الأخرى، انظري الفتويين رقم: 45075، ورقم: 13523، وبمراجعة هذه الفتاوى يتبين لك أن السائل الذي ذكرته لا تنطبق عليه صفات المني الموجب للغسل ومادمت لا تتيقنين أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل فلا يجب عليك غسل، وإنما يجب عليك الوضوء، لأن الظاهر أن هذا الذي يخرج منك هو رطوبات الفرج وهي ناقضة للوضوء على ما قدمنا، وأما صيامك فصحيح على كل حال حتى على فرض أن الذي خرج منك هو المني الموجب للغسل، لأن الاحتلام لا يفسد الصوم، وانظري الفتوى رقم: 111866، وقد بينا أن من شك، هل ما خرج منه هو المني أو المذي؟ فإنه يتخير بينهما عند بعض أهل العلم، وهذا هو الأرفق بالموسوس، وإذا تردد الشك بين ثلاثة أشياء لم يجب الغسل، وانظري الفتويين رقم: 64005، ورقم: 104809.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني