الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتصرف من علم زوجا يزني وامرأته لا تعلم

السؤال

خالتي إنسانة متدينة جدا، فهي أستاذة التربية الإسلامية، وزوجها يخونها وهي لا علم لها بالأمر، وإن أخبرها الناس فإنها لا تثق بهم فهي تثق به ثقة عمياء، زوجها زان، يخونها منذ 10 سنوات أو أكثر. فما قولكم في هذا؟ و هل يجب علي فعل شيء تجاه الأمر؟ ثم أين قوله تعالى:الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة. علما أنه كان يزني قبل زواجه ولا يزال، وقد كان أبوها سببا في زواجها من ذلك الخبيث إنه عمي. هل علي فعل شيء، علما أنه يخفي أمره إلا أنه افتضح بفضل الله تعالى، و له 3 أطفال من زوجته الصالحة، و هي مريضة بمرض الصرع، وأخشى عليها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالخوض في الأعراض أمر خطير، ولا يجوز اتهام المسلم بفعل الفاحشة من غير بينة ظاهرة، وانظري في ذلك الفتوى رقم : 102526.

فإذا لم يكن عندك بينة ظاهرة بما تنسبينه لهذا الرجل فلا يجوز لك التكلم به، و أما إذا كنت على يقين من فعله للفاحشة، فالواجب عليك نصحه وتخويفه من عاقبة هذا المنكر. والأصل أن تستري عليه ولا تخبري أحداً بأمره. فإذا لم يرتدع وتمادى في معصيته فعليك أن تخبري من يقدر على منع هذا المنكر، أمّا إخبارك لزوجته فلا فائدة في إخبارها.

وأمّا المقصود بقول الله تعالى: الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ. {النور : 3}.

فقد ذكر بعض المفسرين أن ذلك بمعنى نهي المسلم العفيف عن تزوج الزانية، ونهي المسلمة العفيفة عن تزوج الزاني ، وذكر بعضهم أن النكاح هنا بمعنى الجماع وليس الزواج، ومعنى الآية عند هولاء أن الزاني لا يزني إلا بزانية مثله أو مشركة، وانظري التفصيل في الفتوى رقم : 5662.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني