الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوسوسة التي تنشأ عند قراءة الفاتحة

السؤال

أعاني من وسواس في قراءة الفاتحة في الصلاة أتعبني كثيرا لدرجة أنني أصبحت أقرؤها بصوت عال وأصبحت أخشى الصلاة أمام الناس لهذا السبب وعندما أحاول قراءتها بصوت منخفض أشعر أنني أضغط على نفسي كثيرا وأشعر بأن نفسي ينقطع لكي تخرج الحروف بالشكل الصحيح وأعيدها أكثر من مرة، فهل لو قرأتها فقط بتحريك الشفتين وبدون صوت أسمع فيه نفسي تبطل الصلاة، لأنني أشعر عندما أقرؤها بتحريك الشفاه أن الحروف تخرج بسهولة، ولكنني أخشى في نفس الوقت أن الحروف لا تخرج من مخارجها، أو أنني أرى ذلك بسبب الوسوسة لا أدري.
أرجو إفادتي في أسرع وقت، وأسألكم بالله لا تحيلوني على أسئلة أخرى لقد قرأت أغلبها ولم أستفد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الاسترسال مع الوساوس وعدم الإعراض عنها هو سبب ما تعانين منه، ولا علاج لذلك كله إلا أن تعرضي عن الوساوس فلا تلتفتي إلى شيء منها، وليس الجهر بالقراءة حلا لمشكلتك وإن كان الجهر بالقراءة في غير موضع الجهر مما لا تبطل به الصلاة، وقد رخص فيه بعض العلماء لأجل دفع الوسواس، قال الشيخ ابن باز: ولا حرج في رفع صوتك بالقراءة حتى تسمعي نفسك وتحاربي الوسوسة بذلك في الصلاة السرية.

انتهى.

ولكن الحل الأمثل لمشكلتك هو أن تقرإي بصورة طبيعية غير ملتفتة لشيء من هذا الوسواس، وكلما قال لك الشيطان إنك لم تخرجي الحرف الفلاني من مخرجه فقولي له بلسان حالك: بلى قد أخرجته من مخرجه، فإذا فعلت ذلك وقرأت بصورة عادية بلا تكلف ولا التفات للوسوسة ذهب عنك ذلك ـ بإذن الله ـ وانظري الفتاوى التالية أرقامها للأهمية: 135271، 133553، 51601.

واعلمي أن الجمهور قد اشترطوا أن يسمع القارئ نفسه لتصح قراءته وتكون معتدا بها، وخالف في ذلك المالكية ووافقهم شيخ الإسلام ابن تيمية وكذا الشيخ العثيمين ـ رحمهم الله ـ فلم يشترطوا إسماع النفس وقالوا إن الإجزاء يحصل بإخراج الحروف من مخارجها وتحريك اللسان والشفتين وإن لم يسمع نفسه، وما دمت مصابة بالوسوسة فلا حرج عليك في الأخذ بهذا القول، فحركي لسانك وشفتيك بالقراءة وإن لم يحصل لك إسماع النفس، ثم أعرضي عما يأتيك من الوسواس في أنك لم تنطقي بالحرف على وجهه أو أنك لم تخرجيه من مخرجه حتى يعافيك الله تعالى، واجتهدي في محاربة هذه الوساوس ومدافعتها مستعينة على ذلك بالله تعالى، نسأل الله لك ولجميع المبتلين بهذا الداء العافية.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني