الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يلزم من نسي ضيفه لديه علبة للسجائر

السؤال

جاءني ضيف إلى المتجر وترك علبة التدخين، فهل أعيدها له؟ أم أرميها؟ وإذا سألني عنها فماذا أقول له؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يتعين عليك فعله إذا نسي ضيفك علبة السجائر هو إتلافها ما دمت قادراً على ذلك ولا يترتب على ذلك فساد أكبر، لأن السجائر محرمة وليست متقومة ولا يمكن الانتفاع بها في غير ما صنعت له، وقد ذكر أهل العلم أن المحرم غير المتقوم إذا كان لا ينتفع به على وجه آخر فإنه يتعين إتلافه ولا ضمان فيه على الشخص المتلف، جاء في الموسوعة الفقهية: لو أتلف على إنسان آلة من آلات اللهو والفساد، فإن الجمهور ـ الصاحبين من الحنفية والحنابلة والشافعية في مقابل الأصح عندهم ـ يرون عدم الضمان، لأنها آلات لهو وفساد، فلم تكن متقومة كالخمر ولأنه لا يحل بيعها، فلم يضمنها كالميتة، كما أن منفعتها محرمة، والمحرم لا يقابل بشيء، مع وجوب إبطالها على القادر عليه، ويرى الإمام أبو حنفية - وهو ما يستفاد من كلام المالكية والأصح عند الشافعية - أنه يضمن قيمتها غير مصنوعة، لأنها كما تصلح للهو والفساد فإنها تصلح للانتفاع بها من وجه آخر، فكان مالاً متقوماً من هذا الوجه. انتهى.

والسجائر لا يمكن الانتفاع منها باستعمالها بشيء آخر ـ فيما نرى ـ لما فيها من السموم والمضار فلا تصلح حتى طعاما للحيوان، ولذا فإنها تتلف ولا ضمان في إتلافها، وإذا سألك صاحبك فأخبره بحقيقة الأمر واجعل هذا مدخلاً لنصيحته وتذكيره بالله تعالى وأليم عقابه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني