الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج كثرة التبول إذا كان سببه حالة نفسية

السؤال

أعاني من كثرة التبول منذ أواخر الصيف الماضي، زرت الطبيب وأعطاني علاجات ولكنها لم تفد شيئا، فزرته مرة أخرى وأعطاني علاجا آخر ولم أستفد منه وانتهى، وهو علاج نفسي وعلاج لمرض الوسواس القهري الذي أنا مصاب به ولست مصابا بشكل كبير، بل بشكل خفيف، فالتبول كل ربع ساعة إلى نصف ساعة إلى ساعة، ويكون قليلا مرة ومرة كثير، ولا أستطيع أن أطيل أكثر، وإن أطلت وانحسرت ولم أذهب للدورة ـ أعزكم الله ـ خرجت مني نقطة أو نقطتان من البول وبعدها تنتهي رغبتي في التبول، وبعدها أغير جميع ملابسي كثرة، وعندما أنوي أن أستحم أقول في نفسي لن أتبول وإن خرج شيء أنوي أن أغير ملابسي، ولكن لا يخرج شيء ولا أحس بشيء، والتبول بعد ثلاث ساعات إلى أربع ثم أستحم، وأضع قطعة كيس على ذكري إذا انتهيت من التبول وأقول إذا خرج شيء يكون على الكيس وليس على الملابس، وأطيل في البول إلى ثلاث أو أربع ساعات ولا أبول، واكتشفت أن المشكلة نفسية وليست حسية، وإذا نسيت البول لا تأتيني رغبة فيه، وعلاج المشكلة بيدي، ولكن لا أدري ماذا أفعل، وسؤالي: هل إذا أحسست بالبول ولم أبل وصبرت وخرجت مني نقطه أو اثنتان وبعدها تذهب الرغبة في البول علي شيء؟ وهل تتنجس ملابسي وتبطل صلاتي؟ ولا يوجد حل إلا أن أنسى لكن بطريقتي، ووضع الكيس على ذكري فيه مشقة وتعب وإحراج شديد، والإحراج موجود بكثرة التبول، فأنا أنحرج من أهلي ومن زملائي وعند سفري وحتى في صلاتي أحاول أن لا أطيل فيها لئلا أشعر بالبول، أرجو أن يكون واضحا لك سؤالي فهذه المشكلة أتعبتني نفسيا تعبت منها كثيراً، والآن أستعمل ماء مقروءا فيه وأشرب منه نسأل الله العافية، وأنا مقبل على وظيفة ممتازة قبلها كنت عاطلا لمدة 6 سنين، وخائف ومنحرج من كثرة التبول في العمل وأرغب في الوظيفة، وكثرة التبول من الممكن أن تبعدني عنها ولا أقبلها، أرجوك ساعدني.
وسؤالي الثاني: أثناء الانتهاء من البول أغسل الذكر بالماء، فهل الماء المتساقط أثناء غسل الذكر نجس أم لا؟ لأن هذه المشكلة تتعبني وأغسل رجلي ومؤخرتي ـ أعزكم الله ـ دائماً لأنني أحس بشيء مثل الرذاذ أو بعض من الماء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فنقول ابتداء: نسأل الله تعالى أن يشفي الأخ السائل مما ابتلي به من الوسوسة.

وأما عن سؤالك الأول فلا شك أن خروج قطرة أو قطرتين يبطل الوضوء ولا تصح معه الصلاة، ولكن لا يحتاج خروجها إلى اغتسال ولا إلى تغيير الملابس، ويمكنك الاكتفاء بغسل محل تلك النقطة بالماء، ويطهر المحل هذا إذا تيقنت خروجها، وأما إذا لم تتيقن فينبغي لك عدم الالتفات إلى الوسواس، وأن تعلم أن الأصل طهارة المحل، وأن الأصل في الذكر أنه بعد البول يقلص فهو كالضرع إن تركته قلص وإن حلبته در، كما ذكر شيخ الإسلام وبيناه في الفتوى رقم: 147605،عن الحل الشرعي لاستمرار خروج البول بعد التبول.

وأفضل حل لمشكلتك هو الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها بالكلية إلا إن تحققت خروج الخارج.

وأما عن سؤالك الثاني فاعلم أن الماء المتساقط عند الاستنجاء طاهر إلا إذا نزل متغيرا بالنجاسة، وانظر لذلك الفتوى رقم: 102750، والفتويين المرتبطتين بها.

وأخيرا نحيلك للفتوى رقم: 3086، عن الوسواس القهري: ماهيته ـ علاجه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني