الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع للخاطب أن يعبر عن مشاعر حبه لمخطوبته

السؤال

خطبت فتاة متدينة وأحببتها وكلمت والدها فوافقوا لكنها تسكن وتعمل في ولاية بعيدة ولا تريد أن تعجل في الزواج لكي لا تخسر عملها
أعيش في ولاية يكثر فيها العري والفتن من جميع الأنواع وأريد أن أرَغّب خطيبتي في الزواج وفي نفس الوقت أتأكد من مشاعرها:
1ـ كيف أستطيع أن أعبر لها عن مشاعري؟.
2ـ ما هي الوسائل المشروعة لأرغب خطيبتي في الزواج؟.
3ـ هل يجوز أن أرسل لها رسالة أو أقول لها مباشرة عبارات من قبيل إني أحبك أو أتمناك زوجتي، أو إني مشتاق إليك؟.
4ـ هل يجوز أن أمدحها وأقول لها عبارات من قبيل أنت طيبة، أو أعجبني فيك كل شيء، أو مبهور بك وذلك بنية حثها على الزواج لا بنية الفتنة؟.
5ـ هل في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أو السلف الصالح ما يحث المتحابين على الزواج خاصة في حال تقدم العمر وكثرة الفتن؟.
6ـ ما هي الأمور التي ينبغي علي أن أختبرها في خطيبتي؟.
7ـ أيهما أفضل أن أتزوجها على أن تبقى عند أهلها وأزورها كل شهرين ـ وفي هذه الحالة أخشى أن تزيد فتنتي ـ أو أن أؤجل الزواج؟
أرجو أن لا تستكثروا الأسئلة فأنا بحاجة لنصحكم، أفتونا وفقكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد له عليها، فلا يجوز له الحديث معها إلا للحاجة ومع مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك من عدم الخلوة والخضوع بالقول ونحو ذلك، فلا حق لك شرعا إذن أن تعبر لها عن مشاعر حبك لها ولا أن تتعرف على مدى مشاعرها تجاهك أو أن تذكر لها شيئا من عبارات الحب والغرام أو المديح والإطراء، ولو كان ذلك بقصد ترغيبها في الزواج، سدا لأبواب الفتنة، وحذرا من مكائد الشيطان، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر { النور:21 }.

وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم وحث المتحابين على الزواج، ففي سنن ابن ماجه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله علي وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

وينبغي أن تعجل إلى إتمام هذا الزواج ما دمت تخشى على نفسك الفتنة، ولا بأس بأن تخبرها ـ مع الضوابط السابقة ـ بأنك ترغب في تعجيل الزواج، وقد يكون الأولى أن تطرح الأمر على وليها، أو بوجودها معكما، فإن أصرت على تأجيله، وكانت رغبتك التعجيل فقد يكون الأفضل أن تفسخ هذه الخطبة وتبحث عن فتاة صالحة غيرها تعفها وتعف نفسك بها، والخطبة مواعدة بين الطرفين لأي منهما الحق في فسخها متى شاء، وانظر الفتوى رقم: 127240.

ويكفي في اختبار المخطوبة أن يسأل الخاطب عنها من يعرفها من الثقات، فإذا أثنوا عليها خيرا أقدم على الزواج منها وينبغي أن يستخير الله تعالى فيها، فبين الاستخارة والاستشارة يكمن التوفيق بإذن الله تعالى، وراجع في الاستخارة في النكاح الفتوى رقم: 19333.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني