الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفارة الحلف بغير الله

السؤال

منذ أكثر من سنتين قمت للأسف بمصادقة أشخاص واكتشفت لاحقاً أنهم من رفاق السوء، واستطاعوا أن يجرفوني وراءهم. والحمد لله منذ فترة استطعت تركهم وأحاول بناء صداقات جديدة، ولكنهم سفهاء جداً يحاولون الإساءة لمن يتركهم عن طريق تسفيهه بكلام سيئ عندما يصادفونه في الشارع لكي يجعلوا الناس تنفر منه، وقد قابلوني مع أحد أصدقائي وظنوا أنه مثلهم، وهو للحقيقة كان كذلك ولكنه فعل كما فعلت أنا، وعادوا واستفردوا بي لاحقاً وسألوني عنه إذا كان هذا الصديق مثلهم، فاضطررت لإقناعهم بأن أحلف بحياة الله وبحياة أمي أنه ليس مثلهم، ولم أرد أن يعترضوه ويسيؤوا إليه لأنني أعلم جيداً أفعالهم وسفاهتهم، ولكن أعلم أيضاً أن صديقي كان مثلهم، لم يكن سوياً ولكنه لم يكن يظهر مساوئه للناس كما يفعلون، أردت بحلفي فقط أن أحميه من سفههم وأذاهم، ولم أكن أعلم أن الحلف بغير الله حرام والسؤال هو: هل ما فعلته حرام بهذا الحلف الكاذب؟ وكيف يمكن أن أكفر عن ذنبي؟ وهل ستتضرر أمي من جراء الحلف بحياتها كذبا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام صديقك هذا قد أقلع عن تلك الأفعال المذمومة واستقام، وترك ما كان عليه من قبل ولم يصر مثل رفاق السوء هؤلاء، ولم يكن حال معصيته مجاهرا مثلهم كما ذكرت، فإنك لا تعد كاذبا في يمينك تلك، ولا إثم عليك في حلفك المذكور لأنك حلفت على ما أنت صادق فيه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأما حلفك بحياة أمك فكفارته أن تقول لا إله إلا الله، ولا تتضرر أمك بحلفك بحياتها صادقا أو كاذبا، ولكن لا يجوز لك الحلف بحياتها لا صادقا ولا كاذبا لأن الحلف بغير الله محرم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني