الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثير الشك يُعرِض عنه ويبني على الأكثر

السؤال

أعلم أنه "لا يشرع سجود السهو إن كثر" وأنا منذ حوالي شهرين ونصف أعمل بذلك، لكني لم أشف بعد؛ لأن علاجي يكمن في التركيز في الصلاة, وأنا أحاول لكني لا زلت أشك في ترك واجب, أو ركن، أو زيادته، وإنما كنت أتجاهل تلك الأفكار لأني وجدت لي رخصة في الشرع بذلك، فماذا أفعل؟ وهل أستمر هكذا طول حياتي حتى أرزق الخشوع في الصلاة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت ممن كثر عليه الشك حتى استنكحه, وذلك بأن تحقق فيك ضابط الشك الكثير الذي قرره بعض الفقهاء، وهو أنه ما يعتري كل يوم ولو مرة فهو شك مستنكح, أي: ملازم، فلا يلتفت إليه, وصاحبه يبني على الأكثر، وما يعتري يومًا ويفارق يومًا أو أكثر، لا يعتبر ملازمًا, وصاحبه يبني على الأقل ويسجد للسهو، قال الشيخ عليش في فتح العلي المالك: ضابط استنكاح الشك إتيانه كل يوم ولو مرة, وقال: فإن أتاه يومًا وفارقه يومًا فليس استنكاحًا، وحكمه وجوب طرحه واللهو والإعراض عنه، والبناء على الأكثر؛ لئلا يعنته ويسترسل معه. اهـ

وعليه: فإن كنت ممن استنكحه الشك فلا يلزمك الالتفات إليه, وامض في صلاتك ولا شيء عليك, وحاول الخشوع في الصلاة قدر استطاعتك, فإن الأمر يحتاج إلى جهاد للنفس, وإرغام للشيطان, ونسأل الله لك الشفاء من هذا الداء, وانظر الفتاوى التالية: 171637. 180261.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني