الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصحابي الذي أعطى عهداً أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركا

السؤال

من هو الذي نذر ألا يمسه مشرك ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا نعلم أحداً من الصحابة نذر ألا يمسه مشرك، لكن المعروف أن الصحابي عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح كان قد عاهد الله ألا يمس مشركاً ولا يمسه مشرك، وكان رضي الله عنه أميراً لسرية بعثها النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كانوا بين عسفان ومكة هجم عليهم بنو لحيان وهم حي من هذيل وكانوا رماة، فلحقوهم بقريب من مائة رامٍ فقالوا لهم: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلاً فأما عاصم فقال: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، وقاتلهم حتى قتل وقصتهم معروفة.
وفي صحيح البخاري: وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ أَنْ يُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ وَكَانَ قَتَلَ رَجُلًا عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ فَبَعَثَ اللَّهُ لِعَاصِمٍ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنْ الدَّبْرِ فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْطَعُوا مِنْهُ شَيْئًا.
وقال الحافظ في الفتح: وفي رواية ابن إسحاق عن عاصم بن عمر وعن قتادة قال: كان عاصم بن ثابت أعطى عهداً أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركاً أبداً، فكان عمر يقول لما بلغه خبره: يحفظ الله العبد المؤمن بعد وفاته كما حفظه في حياته. انتهى
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني