الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا نهاية للثناء على الله وإن كثر

السؤال

ورد في بعض الأحاديث قول: "وأحمد الله بما هو أهله" فكيف نحمده بما هو أهله؟وشكـــــراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

ففي البخاري، ومسلم، وغيرهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: كان إذا خطب أثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد... وقوله: أثنى على الله بما هو أهله: يبين هديه -صلى الله عليه وسلم- في خُطبه، فكان لا يخطب خُطبة إلا افتتحها بحمد الله، والثناء عليه بآلائه وأوصاف كماله ومحامده، فالله -تعالى- هو أهل الثناء والمجد والحمد، كما في الحديث: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد. رواه مسلم.

فالمقصود أن كل من أثنى على الله بأوصاف الكمال وحمده بنعوت الجلال، فقد حمده بما هو أهله، ومهما بذل الشخص وسعه في حمد الله والثناء عليه، فإنه لا يستطيع أن يحصي ثناء على الله -تعالى-، كما في الصحيح من حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. رواه مسلم.

قال النووي في المنهاج: وَقَوْلُهُ ‌لَا ‌أُحْصِي ‌ثَنَاءً ‌عَلَيْكَ أَيْ لَا أُطِيقُهُ وَلَا آتِي عَلَيْهِ، وَقَوْلُهُ (أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ) اعْتِرَافٌ بِالْعَجْزِ عَنْ تَفْصِيلِ الثَّنَاءِ وَأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى بُلُوغِ حَقِيقَتِهِ وَرَدٌّ لِلثَّنَاءِ إِلَى الْجُمْلَةِ دُونَ التَّفْصِيلِ وَالْإِحْصَارِ وَالتَّعْيِينِ فَوَكَّلَ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ سبحانه وتعالى الْمُحِيطِ بِكُلِّ شَيْءٍ جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا وَكَمَا أَنَّهُ لَا نِهَايَةَ لِصِفَاتِهِ لَا نِهَايَةَ لِلثَّنَاءِ عَلَيْهِ لِأَنَّ الثَّنَاءَ تَابِعٌ لِلْمُثْنَى عَلَيْهِ وَكُلُّ ثَنَاءٍ أَثْنَى بِهِ عَلَيْهِ وَإِنْ كَثُرَ وَطَالَ وَبُولِغَ فِيهِ فَقَدْرُ اللَّهِ أَعْظَمُ وَسُلْطَانُهُ أَعَزُّ وَصِفَاتُهُ أَكْبَرُ وَأَكْثَرُ وَفَضْلُهُ وَإِحْسَانُهُ أَوْسَعُ وَأَسْبَغُ. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني