الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك إنكار المنكر وفعل السنن خوفًا من الرياء والنفاق

السؤال

أنا شاب منَّ الله عليّ بالالتزام، ولكني كثير المعاصي، فأنا طالب في حلقات القرآن، وإمام لمسجد -ولله الحمد-، وأعتقد أن فيَّ شيئًا من نفاق أو رياء؛ لأني إن خرجت من عند أهلي إلى غيرهم أنهى عن المنكر، ولا أسمع الموسيقى، وأنا أشاهد الأفلام غير الإباحية مع إخواني، وعند غيرهم لا أتكلم بها، ومن هذه الأمور أخاف على نفسي، وأسأل الله الثبات والهداية.
وأنا لا أتكلم بالأفلام مثلًا عند الناس؛ لكيلا أكون مجاهرًا، ولكني أخاف أن أكون منافقًا، وأنا ملتح، ومقصر ثوبي، وأحيانًا تحدثني نفسي بحلق اللحية، ولكني لم أحلقها، وأخاف أني لم أحلقها من أجل جماعة مسجدي، وقد بلاني الله بالعادة السرية، وأتوب، وأرجع لها -أسال الله لي الهداية والعافية-، أريد منكم نصيحتي، وتوجيهي -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنصيحتنا لك هي أن تستمر على ما أنت عليه من الخير، ولا تترك إنكار المنكر، وفعل السنن، والتمسك بالهدي الظاهر؛ كإطلاق اللحية، وتقصير الثوب، ولا تدع شيئًا من ذلك لوسوسة الشيطان، أو إيهامه لك أنك تفعل ذلك رياء.

ثم اعلم أنه ما من أحد من الناس إلا وهو صاحب ذنب، وخير الخطائين التوابون، كما قال صلى الله عليه وسلم؛ فعليك أن تتدارك ذنبك بتوبة نصوح.

وكلما أذنبت فتب، وأنت على خير ما دمت تفعل ذلك.

وإياك والمجاهرة بما تفعله من المعاصي، فذلك شر كبير، فجاهد نفسك على ترك المنكرات كلها، وفعل ما تقدر عليه من الطاعات، وإصلاح عملك وقلبك، ثم اجتهد في الدعاء، وسل الله القبول، والتوفيق، وأن يعيذك من النفاق؛ أصغره وأكبره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني