الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بأس بتغليب الخوف على الرجاء مع حسن الظن بالله

السؤال

منذ أن كنت صغيرة كنت دائما أحلم بيوم القيامة وكنت أخاف ربي كثيرا وأخاطبه بين وجداني ؛الرؤى التى أراها تتحقق في الحياة ؛أصلى السنة والنوافل ،أزكي عن مالي ؛أتصدق بقدر استطاعتي ؛أحب الخير للناس وأسعى لتحقيقه .لوكان يوجد عندي إحساس عميق داخلي بأنني لم أرض ربي حتى الآن ؛اعتمرت مرتين محجبة دائما حزينة وخائفة من يوم الحساب مما يجعلني غير سعيدة بحياتي ؛مظلومة منذ كنت صغيرة في أشياء كثيرة ولكني راضية بما كتبه الله لي من حياة وأشكره وأحمده على ذلك ؛حظي في الأصدقاء قليل وأيضا الأخوات مما يضطرني بالابتعاد عنهم ،ولكن ضميري يؤنبني لقطع صلة الرحم فأعاود الاتصال وتتكرر القيل والقال كالعادة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمسلم مطلوب دائماً بأن يعمل الصالحات ويتقرب إلى الله تعالى بها، وبالكف عن المنهيات، ومطلوب كذلك بتغليب جانب الخوف على الرجاء، وخصوصاً وقت صحته وتمكنه من الأعمال، فيكون على خوف دائم من العذاب، ويرى من نفسه التقصير ليحمله ذلك على الزيادة والتقدم في سبيل مرضاة الله، وعليه مع ذلك أن يحسن الظن بالله، ويتفاءل لنفسه بالخير، ففي حديث الشيخين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: أنا عند حسن ظن عبدي بي، وفي رواية: فليظن بي ما شاء.

وليس من الأدب مع الله أن يرى الإنسان نفسه مظلوماً بما قدره الله عليه من أمور، فالله تعالى: لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ {يونس: 44}.

فهوني عليك - أيتها الأخت الكريمة - وابقي على ما أنت فيه من الالتزام، ولكن احذري من قطع الرحم، فإنه لا يحل لمسلم أن يقطع رحمه، وراجعي في موضوع قطع الرحم الفتوى رقم: 13912.

وليس يلزم لمن وصل رحمه أن يدخل في القيل والقال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني