الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السفر للعمل بغير إذن الوالدين

السؤال

سؤالي جزاكم الله خيرا هو:
أريد أن أسافر إلى مدينة قريبة من مدينتنا للعمل هناك ومعي زوجتي وأولادي لقلة العمل في مدينتي وكثرة الديون علي، لكن أمي لم تتركني أذهب للعمل هناك بحجة أن عائلة زوجتي في تلك المدينة التي أريد أن أعمل بها، فلا هي تركتني أذهب إلى هناك ولا هي أعانتني على إيجاد عمل والتخلص من الديون التي علي مع العلم أن أمي عندها من الأموال ما يمكنها من تخليصي من الديون التي علي، فماذا أعمل أأطيعها أم أتوكل على الله وأسافر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز السفر للتجارة دون إذن الوالدين قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: وليس قول من قال من علمائنا يجوز له السفر في طلب العلم وفي التجارة بغير إذنهما مخالفا لما ذكرته من وجوب طاعتهما في كل ما ليس بمعصية. فإن هذا الكلام مطلق وفيما ذكرته تقييد ذلك المطلق. انتهى منه بتصرف يسير.

وقال في البحر الرائق: وأما سفر التجارة والحج فلا بأس بأن يخرج بغير إذن والديه لأنه ليس فيه خوف هلاكه. وكذا قال العيني في عمدة القارئ والجصاص في أحكام القرآن وغيرهم.

فيجوز لك أن تسافر دون إذنها للتجارة والسعي في قضاء الدين، ونوصيك ببر الأم والإحسان إليها، وكسب رضاها، وحاول إقناعها بالكلمة الجميلة والأسلوب الحسن اللين.

ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني