الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقصود بإنزال الحديد وإنزال الأنعام

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
فيها قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) سورة الحديد:25، ويقول تعالى: (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) الزمر:6، فهل أنزلت الأنعام من السماء مثل الحديد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأنزل هنا بمعنى خلق لا أن الأنعام نزلت من السماء كالحديد على قول لأهل العلم لأن بعضهم قال بأن معنى قوله تعالى: (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ...) أي خلقناه وقال بعضهم أنه نزل من السماء فعلا مع آدم عليه السلام، قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: وأنزل بمعنى خلق كما قال: وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج. و: أنزلنا الحديد فيه بأس شديد. فيجوز أن يعبر عن الخلق بالإنزال لأن الذي في الأرض من الرزق إنما هو بما ينزل من السماء من المطر. انتهى.

وقال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير عند قوله تعالى: قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق.... ألخ ومعنى إنزال الرزق كون المطر ينزل من جهة العلو وكذلك يقضى الأمر في أرزاق العباد في السماء على ما قد ثبت في اللوح المحفوظ..... وأنزل بمعنى خلق كما قال: وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد. انتهى.

والحاصل أن معنى قوله تعالى: وأنزل لكم من الأنعام. أي خلق لكم من الأنعام وأشار ابن كثير رحمه الله في تفسيره إلى أن الإنزال على حقيقته والمقصود به إنزال من ظهور الأنعام، فقال رحمه الله تعالى: أي خلق لكم من ظهور الأنعام ثمانية أزواج.

انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني