الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفوائد والأموال المكتسبة من العمل في بنك ربوي

السؤال

بعد التحية والشكر على المجهود الرائع المبذول في هذا الموقع المتميز الذي يجمع ما بين العلم والثقافة والمعرفة والحكمة .. وأرجو شخصياً أن يكبر حتى يصبح له قناة على شاشات الفضائيات لديها تلك المميزات ...
سؤالي كبير نوعاً ما ولكنه بالكامل يتعلق بفوائد البنوك والعمل في البنوك العادية
سأعرض الأمر كله ثم الأسئلة بعد ذلك ..
أبى رحمه الله كان يعمل طوال حياته في بنك ( التنمية والائتمان الزراعي ) حتى لقي ربه وهو مدير لهذا البنك ... وقد توفي منذ 10 سنوات ... ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش على المعاش .
وضع أبى لأختي وديعة في البنك قبل وفاته بيومين .. وهذا المبلغ مودع في نفس البنك وقد تضاعف إلى أكثر من النصف على مدار العشرة أعوام .. وبسبب أحوالنا المادية الصعبة قامت أمي مؤخراً بطلب استلام الفوائد عن كل ثلاثة أشهر وذلك لضروريات أختي ( كالدروس والملابس وهكذا ) وقد تم ذلك ونحن على ذلك الأمر منذ عام .
أخى الأكبر يعمل في ذات البنك باعتباره ( أبناء العاملين ) ... ولديه هناك وديعة باسم بناته
خالي يعمل مديراً في بنك ( أبوظبى الوطنى )
الأسئلة /
1- ما هو حكم المعاش الذي يخرج لنا كل شهر ؟ وإذا كان به حرام كيف الخلاص ؟
2- المال الذي لدى أختي كيف سنقوم بفصل المال الربوى عن أصل الوديعة ( مع أخذ في الاعتبار فرق العملة عن عشرة أعوام مضت, فالجنيه عام 97 ليس بنفس قيمته الآن) ؟
3- وما في موضوع الفوائد التي نستغلها في ضرورياتها كالدروس ونحوها ؟
4- ما هو حكم عمل أخى ؟ وأرجو التفصيل في ذلك ؟
5- ما حكم عمل خالي ؟
6 – والسؤال الأهم .. هل إذا ما أخبرت أخي بالحكم ولم يبتعد إذا كان حراما ً .. أي شيء في ذمتي ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان البنك الذي عمل فيه والدك مديرا يقوم بمعاملات ربوية كالقرض والإقراض بفائدة فإنه عمله هذا يعد عملا محرما، والأجر الذي حصل عليه مقابل ذلك مال حرام، وما قيل في عمل والدك يقال في عمل أخيك وخالك، وإن من واجبك أن تنصح أخاك وخالك بترك هذا العمل، وتحذرهم عقوبة الله تعالى للمتعاملين بالربا، فإن فعلت فلم يتركوا هذه المعصية فليس عليك تبعة عملهم فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى. وإذا تقرر هذا فالمعاش الذي تركه والدك مال محرم ولا يحل لكم تناوله إلا إذا كنتم فقراء محتاجين إليه، أما في حال استغنائكم فإن عليكم أن تنفقوه في وجوه الخير ولا تتركوه للبنك الربوي.

وأما عن حكم الفوائد في البنك الربوي فسبيل التخلص منها صرفها في وجوه الخير ومصالح المسلمين، وإذا كنتم فقراء محتاجين فيجوز لكم أن تأخذوا منها بقدر حاجتكم.

وبالنسبة للودائع في البنك الربوي فيجب سحبها منه، ثم ينظر في الفوائد التي ترتبت عليها منذ إيداعها أول مرة فيتخلص منها في وجوه الخير، وبعد ذلك يطيب للمودع أصل وديعتة فقط إن كان أصل الوديعة حلالا، أما إن كان أصلها من معاش البنك فيتخلص من أصل الوديعة وفوائدها في وجوه الخير، وإذا كان من أودعت باسمه فقيرا فيأخذ منها بقدر حاجته ويتخلص من الباقي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني