الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأهلية العامة لإسناد الوظائف

الأهلية العامة لإسناد الوظائف

الأهلية العامة لإسناد الوظائف

ترجع الأهلية العامة لإسناد الوظائف إلى أصلين رئيسين، هما القوة والأمانة.
الأصل الأول : القوة ، يراد بها القدرة على القيام بأعباء الوظيفة التي تسند إلى من ينتقى لها.
وهذه القدرة تختلف باختلاف نوع عمل الوظيفة، فالأستاذ الجامعي يجب أن يكون لدية القدرة على تعليم نوع العلم الذي يوظف للقيام به، والمحاسب المالي يجب أن تكون عنده القدرة لإجراء الحسابات وضبطها ،ومن وكل بالحدائق لا بد أن يكون خبيرا في تنسيقها وريها، والكاتب والعامل، وكل موظف لا بد أن يكون قادرا ومطلعا وممارسا ما وكل إليه.
فلكل نوع عمل وظيفي نوع من القدرة يجب أن تتوفر فيمن يختار لتلك الوظيفة.
فيدخل في القوة العلم المطلوب لكل وظيفة، والقدرات العملية، والشجاعة لإحقاق الحق، وإبطال الباطل، ومقاومة الظالم، والصبر، والجلد، والدأب والمتابعة.

الأصل الثاني الأمانة: ويراد بها هنا الصفة النفسية والسلوكية التي يجب أن يتحلى بها الموظف، ويكون بها الحفظ وحسن الأداء، وهذه تقتضي أن يكون الموظف المؤتمن حريصا على أمرين:

1- أن يكون شديد الحرص على الزمن المستأجر للقيام من خلاله بالعمل المطلوب منه، فلا يهدر منه شيئا، ولا يستغل منه شيئا لنفسه أو لذويه أو لصحبه أو لحزبه ، إلا بإذن عام أو خاص.
فإن استغل العمل أو أهدر الوقت من غير وجه حق ،فقد خان الأمانة إلا أن يأذن له صاحب العمل.
2- أن يكون حريصا على بذل ما يستطيع من علم وقدرات فكرية ونفسية وجسدية، في العمل الذي استؤجر للقيام به.
وذلك حسب ما يحتاجه العمل المطلوب منه في وظيفته، فإن لم يبذل مستطاعه من ذلك فقد خان الأمانة ،وإن استغل العمل لمصالحه، أو مصالح ذويه، أو أصدقائه، أو جماعته، أو حزبه ،أو أخذ رشوة ؛فهذا يعتبر من الخائنين الممقوتين شرعا وعرفا.

دل على هذين الأصلين : القوة، والأمانة عدة آيات من القرآن الكريم:
- وصف الله تعالى لجبريل رئيس الملائكة ذوي الوظائف القدسية، قال تعالى (ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) .

- ما جاء في قصة موسى عليه السلام مع الرجل الصالح من قوم مدين ، قال تعالى (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ).

- طلب سليمان عليه سلمان عليه السلام لجنده بإحضار عرش بلقيس ، قال تعالى (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ).

- ما قاله يوسف عليه السلام لعزيز مصر لما عرض عليه العمل معه ، قال تعالى (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).

للأسف يندر في الناس الجمع بين خصلتي الأمانة والقوة، لذلك قال الفاروق رضي الله عنه الخبير بخصائص الرجال الإدارية ، الفاحص المتتبع الشديد المراقبة والمحاسبة لعماله :" اللهم أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة"
__________________
تلخيص من كتاب: "الحضارة الإسلامية" لـحبنكة الميداني

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة